و شيخ الإسلام يعنى بقوله (والإستغاثة برحمته استغاثة به فى الحقيقة كما أن الإستعاذة بصفاته استعاذة به فى الحقيقة وكما أن القسم بصفاته قسم به فى الحقيقة ففى الحديث أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق) أن سؤال الله بصفاته هو عبادة له فى الحقيقة فقول النبى صلى الله عليه وسلم أعوذ (بكلمات الله التامات) توسل بصفة من صفاته و الذى قال عنه أنه شرك هو سؤال الصفة و ليس السؤال بها.
فسؤال الصفة هو المحرم و هو أن يقول (يا كلمات الله أعيذينى) و هو الذى عناه الشيخ بن عثيمين و هنا فرق.
ففى هذه الحالة جعل الكلمات شىء مستقل قائم بذاته قادر على النفع والضر و دعاه من دون الله
أما فى قوله (أعوذ بكلمات الله) فقد سئل الله بكلماته أى توسل له بكلماته التى هى من صفاته فأعتقد النفع والضر لله وحده.
و مثاله أللهم برحمتك أستغيث فهذا توسل بالرحمة وهو مطلوب و أنت فيه تدعو الله لا أحد غيره و أما قولك يا رحمة الله إرحمينى فهذا هو الشرك الذى تكلم عنه الشيخ بن عثيمين لأنك جعلت الصفة شيئا مستقلا.
مثال للتقريب ولله المثل الأعلى:
أن تقول لشخص أنا طمعان فى كرمك أو تقولها بصيغة أخرى أسألك بكرمك أو أسأل بكرمك ففى كل هذه الحالات أنت تسأل الشخص نفسه متوسلا بكرمه الذى هو صفته و ليس معنى الكلام أنك تسأل كرمه أن يعطيك لأن الكرم ليس قائما بذاته فلا ينفع ولا يضر.
فلو قلت يا كرم الله أعطنى فقد جعلت الكرم مسؤلا مستقلا و خلعت عنه كونه صفة.
وهل هذا متصور؟
نعم متصور فى حق صفات الله و أظهر الأمثلة لذلك الإعتقاد فى القرآن أنه ينفع بذاته ويضر بذاته فيتبركون به لذلك والأصل أنه ينفع لأنه كلام الله صفة من صفاته فالله هو الذى ينفع و يضر.
و أيضا فى الرقية فلو إعتقد الراقى أن الرقية التى هى مكونه من كلام الله و من أسمائه وصفاته لو أعتقد أناه تنفع بذاتها كان ذلك شركا و الأصل أن يعتقد أنها أسماء الله يتوسل بها ليحصل المقصود
و لذلك أجمع العلماء كما قال السيوطي على جواز الرقى إذا توافرت ثلاثة شروط:
1ـ أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته.
2ـ أن يعتقد ان الرقية لا تؤثر بذاتها.
3ـ، تكون باللسان العربي و ما يعرف معناه.
ـ[خميس بن محمود الأندلسي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:09 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا اخى الحبيب ابو حفص السكندرى
اسال الله تعالى ان يرفع قدرك فى الدنيا والاخرة
تفصيل ماشاء الله بارك الله لك فى علمك
والحمد لله
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[05 - 01 - 06, 12:13 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خميس بن محمود الأندلسي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 10:39 م]ـ
اللهم أمين
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[05 - 01 - 06, 11:09 م]ـ
(246) سئل فضيلة الشيخ: قلتم في الفتوى رقم "244": إن عبادة صفة من
صفات الله أو دعاءها من الشرك، وقد جاء في شرح العقيدة الطحاوية إذا قلت: "أعوذ بعزة الله" فقد
عذت بصفة من صفات الله، ولم تعذ بغير الله. . فعلم أن الذات لا يتصور انفصال الصفات عنها بوجه
من الوجوه. . وقد قال، صلى الله عليه وسلم: " أعوذ بعزة الله وقدرته. . " وقال: "أعوذ بكلمات الله
التامات. . . ". وقال، صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من
عقوبتك. . . " وقال صلى الله عليه وسلم: " ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا". وقال: "أعوذ بنور
وجهك. . . " ولا يعوذ، صلى الله عليه وسلم، بغير الله. فنأمل من فضيلتكم التكرم بالتوضيح؟.
فأجاب بقوله: ما نقله السائل من كلام شارح الطحاوية لا ينافي ما ذكرناه فإن من المعلوم أنه لا
توجد ذات مجردة عن صفة أبداً ولو لم يكن فيها إلا صفة الوجود، وكونه واجباً أو ممكناً وكونها على
صفة معينة من صغر أو كبر أو نحو ذلك لكان كافياً في الدلالة على أنه لا يمكن وجود ذات بلا صفة
ما. ولكن إذا عبد الإنسان صفة من صفات الله أو دعاها فإن هذا يشعر بكون الصفة بائنة عن الله –
تعالى – مستقلة عنه وهذا هو وجه كونه شركاً.
وأما ما جاء في الأحاديث التي ذكرها شارح الطحاوية مثل: "أعوذ بعزتك" "أعوذ بعظمتك"، "أعوذ
برضاك"، "أعوذ بكلمات الله التامة" فحقيقته أنه استعاذة بالله متوسلاً إليه بهذه الصفات المقتضية
للعياذ،ولهذا قال شارح الطحاوية على ما نقله السائل: ولا يعوذ صلى الله عليه وسلم بغير الله.
وإليك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في أن دعاء صفة من صفات الله كفر قال في الصفحة
الثمانين من تلخيص كتاب الاستغاثة ما نصه:
"إن مسألة الله- تعالى – بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء
صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول: مسلم: يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني
أو أعني أو يا علم الله أو يا قوة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر
أنه دعا ذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصر أو إغاثة أو غير ذلك". ا هـ.
هذا والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه الخير لنا وللأمة.
¥