(فصل في ذكر أشياء سئل عنها مؤلف الأصل فأجاب عنها بجوابين مجمل ومفصل)
108 وأَنا أشْيا ذاكر مما ذَكر - الله في كتابهِ عزَّ وَبَرّ
109 إِجابة لبعضِ مُشركي الزَّمَن - أَدلى بشبهةٍ لإِلقاءِ الفتن
110 قلنا جوابُ المُبْطلين مُجْمَل - فيه شِفاءُ العِيِّ أَو مفصل
111 فالأَوَّل الأَمرُ العظيمُ الفائدهْ - لمنْ له عقلٌ يَجي بالعائدهْ
112 وذاكَ أَنَّ الله جلَّ وعلاَّ - في آل عمران قرآناً أَنزلاَ
113 وقَسَّم القرآن بينَ المحكَمِ - والمتَشابهِ الذي لَمْ يَعْلَمِ
114 تأْويلَهُ سوى الإِلهُ الحكمُ - فَمَنْ به يؤْمنْ يفُزْ ويَسلَمُ
115 من يتتبعه يُرِدْ تأْويلَهُ - فَهْوَ من أهل الزيغِ لاَ نرثي لَهُ
116 وأَهلُ فتنةٍ فذانِ جُعِلاَ - علامةَ الزيغِ كما قَدْ نُقِلاَ
117 عنِ النَّبيِّ المصطفى إِذ قالاَ - إِذا رأَيتَ فاطلبِ المقالاَ
118 مثاله أَن يَذْكرَ المشَبِّهُ - قولاً به عليك قَدْ يُشَبِّهُ
119 كأنْ يقولَ أَولياءُ اللهِ لا - خوفٌ عَليهم اتْلُوَنَّ المُنْزَلا
120 والأَنبياء لَهُمُ جاهٌ وحقّ - شَفاعةُ النَّبيِّ في يومِ القَلَقْ
121 أَو استدلَّ بحديثٍ أَنتَ لا - تفهمُ مِنْ معناهُ شيئاً فقلا
122 إِنَّ الَّذي ذَكَرْتَهُ يا مُشرِكُ - وَمَنْ عن الحقِّ المبينِ يؤْفَكُ
123 من آيةٍ أَو مِنْ حديثٍ لستُ - أَفهَمُه لكنَّني أَيقنتُ
124 أَنَّ التناقضَ بآي الذِّكْرِ - مُمْتَنعٌ قَطعاً كذاكَ أَدري
125 إِنَّ كلامَ أَحمدَ لا يختلفْ - مع كلام اللهِ ذا قطعاً عُرِفْ
126 وما ذكرتُ لكَ أَنَّ الله - أَخبرَ أَنَّ كلَّ من قَدْ تاها
127 من مشركي العُرْبِ قَدْ أَقرا - بأَنَّه ربُّ الأَنامِ طُرّا
128 وأَن كفرَهم من التعلُّقِ - على الملائكِ وكلِ متَّقي
129 يرجونَ منهمُ الشفاعةَ كما - في يونسَ قد جاء نصّاً مُحْكَما
130 أَمرٌ جليٌّ مُحكمٌ وبيِّنُ - تغييرُكُمْ معناهُ ليسَ يمكِنُ
131 هذا جوابٌ متقنٌ سديدُ - يفهمهُ الموَفَّقُ الرشيدُ
132 لا تستهينَنْهُ فإِنَّه كما - قد قالَه في فصِّلَتْ ربُّ السما
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 02:55 ص]ـ
(الجواب الثاني وفيه ثلاث شبه الشبهة الأولى)
133 أَما المفصَّلُ فإِن الأَعدا - ذوو اعتراضاتٍ تفوق العَدّا
134 فإِنْ يَقولوا نَحْنُ لَسنا نُشرِكُ - وأَحمدُ المختارُ ليسَ يملِكُ
135 لنفسِه فضلاً عن الجيلاني - نَفْعاً وَلاَ ضراً وَلاَ من شاني
136 لكنَّ الأوليا لَهُمْ جاهٌ عَظُم - وشفعاءُ هم لمن بِهم أَلمّ
137 وأَنا مذنبٌ فأدْعوهُم لِما - لَهُم من الجاهِ وقُرْبٍ يُنْتَمى
138 فقُلْ له مَنْ قاتلَ الرسولُ - كلٌّ مُقِرُّون بما تقولُ
139 وإِنَّ ما قد عَبَدوه من وَثَنْ - ليسَ لها التدبيرُ لا وَلاَ عننْ
140 وَإِنما قصدُهم الشَّفاعةْ - والجاهْ فارددْ هذه الشناعةْ
141 بما أَتى موضَّحَاً في المُنْزَلِ - وما بيونسَ وغيرها تُلِي
(الشبهة الثانية)
142 وإِنْ يَقُلْ قَدْ نَزَلتْ فيمن عبدْ - من هذه الأَصنامِ شيئاً وعندْ
143 أَتجعلونَ الصُّلَحا أَصناماً - بما مضى جاوِبْ تنلْ مُراما
144 إِذا أَقرَّ أَنَّ مَنْ قَدْ كَفرا - يشهدُ أَن الله ربَّ ذي الورى
145 أَنَّهم ليس لَهم قصدٌ سوى - شفاعةٍ والجاهِ يا لهم توى
146 لكن أَراد الفرقَ بين فعلِه - وفعلِهم بما أَتى من جهلِه
147 فَقُلْ له فإِنَّ منهم مَنْ عبدْ - أَهلَ الصلاحِ وإِليهم قد صَمَدْ
148 أُولئِكَ الذينَ يدعون أَتتْ - فيهم ومريمُ البتولُ عُبِدَتْ
149 مع ابنها المسيحِ عيسى فقصرْ - على الرسالةِ كما في الذِّكْرِ قَرْ
150 كلاهُما قد يأْكُلانِ ما حَضَرْ - من الطعامِ مثل حالِ البَشَرْ
151 واذكُرْ له براءةَ الأَملاكِ مِنْ - مَنْ عبدوه سبأَ اتلُ تَفْهمَنْ
152 فبانَ أَنَّ قاصدَ الأَصنامِ - في الشركِ مثلُ قاصدِ الأَعلامِ
153 وقاتَلَ الرسولُ هؤُلاءِ - وهؤُلاءِ لِذا على سواءِ
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 03:53 ص]ـ
(الشبهة الثالثة وكشفها)
154 إِنْ يَقُلِ الكفارُ قَدْ أَرادوا - منهم قضا حوائجٍ فجادوا
155 وأَنا أَشهدُ بأَنَّ النفعا - والضرَّ من ربِ الأَنامِ قطعا
156 لا أَرتَجي من غيرهِ شيئاً وَلاَ - للصلحا مِنْ الأَمر شيئاً مسجلا
157 لكنَّني أَقصدُهم وأَرجو - من ربِنا أَن يشفعوا فأَنجو
¥