اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: أركان الإسلام خمس وهي شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ وحج البيت , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ) متفق عليه.
س3 - ما معنى لا إله إلا الله؟
اعلم سددك الله إلى هداه أن: معنى شهادة أن لا إله إلا الله الاعتقاد والإقرار، بأنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله ومن هذا التعريف يتضح أن للشهادة ركنان , نفي و إثبات أما النفي فمأخوذ من " لا إله" , فـ" لا إله" تنفى جميع ما يعبد من دون الله على اختلاف أصناف المعبودات , وأما الإثبات فمأخوذ من "إلا الله", فـ"إلا الله" تثبت العبادة لله وحده دون سواه , قال تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة256.
س4 - هل يصح تفسير كلمة التوحيد " لا إله إلاّ الله " بأنه لا خالق إلا الله ولا قادر على الاختراع إلا الله؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: تفسير كلمة التوحيد " لا إله إلاّ الله " بأنه لا خالق إلا الله ولا قادر على الاختراع إلا هو، تفسير قاصر ومخالف لما جاء في الكتاب والسنة، يوضح ذلك أن الله أخبرنا بأن كفار قريش مقرّون بأنه هو الخالق الرازق المدبر كما قال تعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) لقمان 25، فلو كان هذا معنى كلمة التوحيد لكانوا مؤمنين ولما جعلوها شيئاً عجاباً كما قال تعالى عنهم (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ص5، فإذاً يكون معناها لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى، وإفراد الله بالعبادة هو الذي أنكره كفار قريش وهو الشيء الذي جعلوه عجباً فيكون هو معناها.
س5 - ما شروط لا إله إلا الله؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: شروط لا إله إلا الله سبع , أولها العلم وهو أن تعلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته، المنافي للجهل بذلك، قال تعالى (فَاعْلَمْ أَنّهُ لاَ إِلََهَ إِلا اللّهُ) محمد19 , و قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ) مسلم , وثانيها اليقين وذلك بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه؛ فإن كان شاكًّا لم تنفعه , قال الله سبحانه وتعالى (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ الّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمّ لَمْ يَرْتَابُواْ) الحجرات15 , وثالثها القبول لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه؛ فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به كان من الذين قال الله فيهم: (إِنّهُمْ كَانُوَاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلََهَ إِلاّ اللّهُ يَسْتَكْبِرُون) الصافات35 , ورابعها الإنقياد لما دلت عليه، قال تعالى (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ) لقمان 22 , والعروة الوثقى هي لا إله إلا الله؛ ومعنى يسلم وجهه: أي ينقاد لله بالإخلاص له , وخامسها الصدق: وذلك بأن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه، فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه؛ كان منافقًا كاذبًا، قال تعالى (وَمِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الاَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) إلى قوله (فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون) البقرة10 , وسادسها الإخلاصُ وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك؛ بأن لا يقصد بقولها طمعًا في الدنيا، ولا رياء ولا سمعة , قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ
¥