الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ) البخاري ومسلم.
س27 - ما وصف النار ولهيبها؟
اعلم حفظك الله من كل مكروه أن:الله سبحانه وتعالى كما أعدا للمحسنين الجنة , فقد وعد المجرمين المسئين النار (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) الزلزلة8,7 , فالنار لأهل الشقى الذين استكبرو عن عبادة الله تعالى لهم من العذاب ما لا يخطر على بال , فطعامهم الزقوم (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ) الدخان 43 - 46 , وشرابهم الحميم (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) الحج 19 ,كل هذا في نار (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم6 , ناراً قال عنها جبريل عليه السلام عندما رأها وهي يركب بعضها بعضاً (وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا) صححه الألباني , ناراً أهون أهلها عذاباً (َرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ) متفق عليه , ناراً يصبغ فيها أنعم أهل الدنيا من أهلها صبغة واحد (ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ) مسلم , ناراً يبكى أهلها حتى (لو أجريت السفن في دموعهم لجرت , وأنهم ليبكون الدم) صححه الألباني , ناراً قال عنها المصطفي عليه السلام (نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ) البخاري ومسلم.
س28 - ما معنى القدر وكيف يكون الإيمان به؟
اعلم وفقك الله أن: القدر هو تقدير الله للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضت حكمته. وهو يرجع إلى قدرة الله، وأنه على كل شيء قدير فعال لما يريد , والإيمان به من الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى، والإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان التي دل عليه الكتاب والسنة , فالإيمان بالقدر واجب وفرض وركن من أركان الإيمان لا يصح أحد حتى يؤمن بالقدر , وأدلة ذلك كثيرة في القرآن، قال جل وعلا (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً) الأحزاب38، وقال سبحانه (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر49 , وقال جل وعلا (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) الفرقان 2 وقال أيضاً (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) الصافات96، وقال سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) الانبياء101 وقال أيضاً (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) الحج70 , وقال أيضاً (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) التكوير29 , وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سأله جبريل عن الإيمان (أن تؤمن بالله وملائكته ... وتؤمن بالقدر خيره وشره .. الحديث) متفق عليه.
س29 - ما هي مراتب القدر؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أنه: لا يتم الإيمان بالقدر إلا بتحقيق أربع مراتب هي: العلم والكتابة و المشيئة والخلق , فأما العلم فهو أن تؤمن بأن الله سبحانه و تعالى علم كل شي جملة وتفصيلا , فعلم ما كان , وما يكون , فكل شيء معلوم لله تعالى (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) الحج70 ,وأما الكتابة فهو الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ قال تعالى (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْء) الأنعام38 ,وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) مسلم , وأما
¥