اعلم أرشدك الله لطاعته أن: الإحسان لغة ضد الإساءة وهو أن يبذل الإنسان المعروف ويكف الأذى فيبذل المعروف لعباد الله في ماله، وجاهه، وعلمه، وبدنه , أما الإحسان في العبادة فهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك , وهذا المعنى الذي يعبر عنه بالمراقبة، فالمراقبة الخاصة الصادقة بأن يراقب العبد ربه سبحانه وتعالى ويتذكر دائماً وأبداً بأن الله يراه ويرى مكانه ويسمع كلامه فهذه المراقبة تحول بين المرء وبين ارتكاب المعاصي وبين الغفلة والالتفات عن الله إلى غير الله , (أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) المائدة97 , وقال تعالى (أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُون) النحل23 , قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) متفق عليه.
الدرس الخامس العبادة
س1 - معنى العبادة؟
اعلم يرعاك الله أن: العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنية , وكل عمل يكون عبادة إذا كمل فيه شيئان هما كمال الحب مع كمال الذل.
س2 - ما هي شروط قبول العمل؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: الله عز وجل لا يقبل العمل إلا إذا توفرة فيه ثلاثة شروط: أولها الإسلام , وثانيها الإخلاص , وثالثها الإتباع.
س3 - هل الإسلام شرط لصحة جميع الأعمال؟
اعلم وفقك الله أن: الإسلام شرط لصحة جميع الأعمال , فلا يقبل العمل من الكافر حتى يسلم لقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) البخاري , وقال الله تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) آل عمران85.
س4 - أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه أذكر الدليل؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: (اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ) حسنه الألباني , وأن الله تبارك وتعالى يقول في الحديث القدسي (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) مسلم.
س5 - أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان موافقا لما جاء به صلى الله عليه وسلم أذكر الدليل على ذلك؟
اعلم وفقك الله أن:العمل لا يكون مقبولاً حتى يكون موافقا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , فأن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) مسلم , وقال الله تعالى (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) الأنعام38 , وقال (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ) يونس32 , فخير كل الخير في أتباع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والشر في الأبتداع في دين الله عز وجل فإن (أَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ) صححه الألباني.
س6 - العبادة لا تخرج من ثلاثة أنواع ما هي؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: العبادة لا تخرج من ثلاثة أنواع:فإما أن تكون عبادة اعتقادية , أو أن تكون عبادة بدنية , وأما أن تكون عبادة مالية , فالنوع الأول هي أساس العبادة، وهي أن يعتقد أنه الرب الواحد الأحد الذي له الخلق والأمر وبيده النفع والضر وأنه الذي لا شريك له ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، وأنه لا معبود بحق غيره، وغير ذلك من لوازم الألوهية , ويجب أن ينطق بكلمة التوحيد، فمن اعتقد ما ذكر ولم ينطق بها لم يحقن دمه ولا ماله، وكان كإبليس فإنه يعتقد التوحيد بل ويقر به، إلا أنه لم يمتثل أمر الله فكفر , ومن نطق ولم يعتقد حقن ماله ودمه وحسابه على الله، وحكمه حكم المنافقين , والنوع الثاني
¥