اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن:التمائم نوعين: النوع الأول من التمائم ما كان من القرآن؛ بأن يكتب آيات من القرآن، أو من أسماء الله وصفاته، ويعلقها للاستشفاء بها؛ فهذا النوع قد اختلف فيه العلماءُ في حكم تعليقه على قولين: القول الأول: الجواز القول الثاني: المنع من ذلك , والقول الصحيح عدم الجواز وذلك لما يأتي: قوله صلى الله عليه وسلم (إن الرقى و التمائم و التولة شرك) , وهذا النهي عام و لا مخصص له , سد الذريعة فإنها تفضي إلى تعليق ما ليس مباحًا , أنه إذا علق شيئًا من القرآن، فقد يمتهنه المعلق بحمله معه في حال قضاء الحاجة و الاستنجاء و نحو ذلك , والنوع الثاني ما كان من غير القرآن كالخرز و العظام و الودع و الخيوط و النعال و المسامير، و أسماء الشياطين و الجن و الطلاسم، فهذا محرم قطعًا، و هو من الشرك؛ لأنه تعلق على غير الله سبحانه وأسمائه و صفاته و آياته، و في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (من تعلق شيئًا وكل إليه).
الدرس الثامن عشر الغلو و الإطراء
س1 - ما هو الغلو وما الإطراء؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: الغلو هو تجاوز الحد، يقال غلا غلوا، إذا تجاوز الحد في القدر، قال تعالى (لا تغلوا في دينكم) أي لا تتجاوزوا الحد والمراد بالغلو في حق النبي صلى الله عليه وسلم مجاوزة الحد في قدره؛ بأن يرفع فوق مرتبة العبودية والرسالة، و يجعل له شيء من خصائص الإلهية، بأن يدعى ويستغاث به من دون الله، ويحلف به , والإطراء هو مجاوزة الحد في المدح، و الكذب فيه، و المراد بالإطراء في حقه صلى الله عليه وسلم أن يزاد في مدحه، فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله و رسوله) أي لا تمدحوني بالباطل، و لا تجاوزوا الحد في مدحي، كما غلت النصارى في عيسى عليه السلام فادعوا فيه الألوهية، و صفوني بما و صفني به ربي، فقولوا عبد الله و رسوله.
الدرس التاسع عشر البدعة وأنواعها
س1 - عرف البدعة؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: مأخوذة من البَدْع، وهو الاختراع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) البقرة117 , أي مخترعها على غير مثال سابق، قوله تعالى (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ) لأحقاف9 , أي ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد، بل تقدمني كثير من الرسل , ويقال: ابتدع فلان بدعة، يعني: ابتدأ طريقة لم يسبق إليها.
س2 - ما هي أنواع البدعة؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن:الابتداع على قسمين: ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثة، وهذا مباح؛ لأن الأصل في العادات الإباحة , وابتداع في الدين، وهذا مُحرَّم؛ لأن الأصل فيه التوقيف، قال صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد) مسلم.
س3 - ما هي أنواع البدعة في الدين؟
اعلم يرعاك الله أن: البدعة في الدين نوعان: النوع الأول: بدعة قوليّة اعتقاديّة , كمقالات الجهميّة والمعتزلة والرّافضة، وسائر الفرق الضّالّة، واعتقاداتهم , النوع الثاني: بدعة في العبادات , كالتّعبّد لله بعبادة لم يشرعها، وهي أقسام: القسم الأول: ما يكون في أصل العبادة: بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع، كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صيامًا غير مشروع أصلًا، أو أعيادًا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها , القسم الثاني: ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلًا , القسم الثالث: ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة؛ بأن يؤديها على صفة غير مشروعة، وذلك كأداء الأفكار المشروعة بأصوات جماعية مُطربة، وكالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم , القسم الرابع: ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة؛ لم يخصصه الشرع كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام، فإن أصل الصيام والقيام مشروع، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل.
س4 - ما حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة، لقوله صلى الله عليه وسلم (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح]، وقوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد) مسلم , فدل الحديثان على أن كل محدث في الدين فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة مردودة، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة، فمنها ما هو كفر صراح، كالطواف بالقبور تقرّبًا إلى أصحابها، وتقديم الذبائح والنذور لها، ودعاء أصحابها، والاستغاثة بهم، وكأقوال غلاة الجهمية والمعتزلة. ومنها ما هو من وسائل الشرك، كالبناء على القبور والصلاة والدعاء لها، ومنها ما هو فسق اعتقادي كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية، ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس، والإخصاء بقصد قطع شهوة الجماع.
¥