تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيان مخالفة الكوثري لاعتقاد السلف]

ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 01:07 م]ـ

بيان

مخالفه الكوثري

لاعتقاد السلف

بقلم

د. محمد بن عبدالرحمن الخميس

دار الفتح

الشارقة

1415 هـ

ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 01:17 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (1)

(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) (2)

(يا أيها آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما) (3)

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد , صلي الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.

ثم أما بعد: كانت العرب وسائر الأمم قبل مبعث النبي , صلي الله عليه وسلم , في جاهلية جهلاء , وضلالة عمياء , وشرك , ووثنية , فمنهم من يعبد الشمس والقمر , ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار , ومنهم من يعبد الجن والملائكة.

فهم كما قال الله عنهم (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شِيَعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون) (4)

وكما قال تعالى (أفرأيتم اللات والعزَّى و مناة الثالثة الأخرى) (5)

وقوله تعالى (ثم يقول للملائكة أهؤلاء إيَّاكم كانوا يعبدون. وقالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون) (6)

وقوله تعالى (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) (7)

كلهم في جاهلية , وضلال , وشرك , إلا أن بعضهم كان مستمسكاً بآثار الأنبياء , كبعض أهل الكتاب.

قال النبي , صلى الله عليه وسلم (إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم , إلا بقايا من أهل الكتاب ..... ) (8)

وفي هذا الظلام الحالك أشرق نور الايمان بمبعث خاتم النبيين وسيد ولد آدم محمد , صلي الله عليه وسلم , بعثه الله بدين الإسلام الذي أصله التوحيد , كما بعث سائر الرسل بذلك (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) (9)

فدعا , صلى الله عليه وسلم , إلي التوحيد وحارب الشرك بشتي صوره وأشكاله وأنواعه , ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم , بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلي توحيد الله وترك عبادة الأوثان والطواغيت , والبراءة منها وممن عبدها , يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة , مبشراً من أطاعه بالجنة , ومنذراً من عصاه بالنار , وبعد مضي ثلاث عشر سنة من بعثته , عليه الصلاة والسلام أذن الله له في الدفاع عن الحق بالقوة بعد إتمام إقامة الحجة عليهم , فاستنارت القلوب بدعوته, عليه الصلاة والسلام , إلي العقيدة الإسلامية الصافية النقية , وانقمع أهل الباطل , وتبددت ظلمات الجاهلية الأولي أمام عقيدة الإسلام الصريحة التي لا غموض فيها ولا إبهام , لموافقتها للفطرة السليمة النقية من الشوائب , وكان المسلمون في الصدر الأول يأخذون عقائدهم من الكتاب والسنة رأساُ , ويرون فيهما الكفاية والشفاء , ولم يكونوا يرجعون في شئ من ذلك إلي موروثات البشر من قضايا كلامية أو أفكار فلسفية.

يقول المقريزي (لم يكن عند أحد منهم ما يستدل به علي وحدانية الله _ تعالي _ وعلي أثبات نبوة محمد , صلي الله عليه وسلم , سوي كتاب الله) (10) , كان لهم من البصر بالدين وأساليب اللغة ما مكنهم من فهم نصوص الكتاب والسنة فهماُ صحيحاُ , ثم جاء بعد ذلك عصر الفتوحات , فدخل في الإسلام كثير من أهل الديانات الأخري من اليهود , والنصاري , والصابئة , وغيرهم , ومعهم ثقافاتهم الأجنبية , فاختلط بهم بعض المسلمين , وتأثروا بموروثاتهم وثقافاتهم , وخاصة بعدترجمتها الي العربية في عهد المأمون , وهذا واضح جلي لكل من اطلع علي كتب أهل الكلام , فهي مليئة بالتأويلات الفاسدة ,

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير