ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 02 - 06, 02:59 م]ـ
بارك الله فيكم
أما سجود التحية فيختلف عن غيره، فليس بكفر كما في سجود والدي يوسف واخوته له، ولكنه منهي عنه في شرعنا، فالكلام هنا هو على سجود التحية فقط، وأما سجود العبادة فهذا شرك لانزاع فيه.
والقصد أن الإمام الذهبي رحمه الله كان كلامه على السجود لقبر النبي صلى الله عليه وسلم والكلام السابق توضيح لكلامه وليس في هذا تخصيص لقبر النبي صلى الله عليه وسلم على غيره.
وأما الإيجي فهو من المتكلمين المبتدعة فلا يعتد بقوله ومذهبه، فالعبرة بأقوال أهل السنة والجماعة الموافقة للكتاب والسنة، وكلامنا هنا عن سجود التحية وليس عن سجود العبادة، وكلامه هو عن سجود العبادة.
وأما كلام الشيخ ابن باز رحمه الله فهو واضح في أن من فعله على وجه العبادة لصاحب القبر فهو مشرك وذكر أن هذا هو الغالب.
ويوضح ذلك أن دعاء الله عند القبر ليس بشرك
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط ج: 1 ص: 336
... فمما يدخل في هذا قصد القبور للدعاء عندها أو لها فإن الدعاء عند القبور وغيرها من الأماكن ينقسم إلى نوعين:
أحدهما أن يحصل الدعاء في البقعة بحكم الاتفاق لا لقصد الدعاء فيها كمن يدعو الله في طريقه ويتفق أن يمر بالقبور أو من يزورها فيسلم عليها ويسأل الله العافية له وللموتى كما جاءت به السنة فهذا ونحوه لا بأس به.
الثاني أن يتحرى الدعاء عندها بحيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه في غيره فهذا النوع منهي عنه إما نهي تحريم أو تنزيه وهو إلى التحريم أقرب
والفرق بين البابين ظاهر فإن الرجل لو كان يدعو الله واجتاز في ممره بصنم أو صليب أو كنيسة أو كان يدعو في بقعة وكان هناك بقعة فيها صليب وهو عنه ذاهل أو دخل إلى كنيسة ليبيت فيها مبيتا جائزا ودعا الله في الليل أو بات في بيت بعض أصدقائه ودعا الله لم يكن بهذا بأس
ولو تحرى الدعاء عند صنم أو صليب أو كنيسة يرجو الإجابة بالدعاء في تلك البقعة لكان هذا من العظائم بل لو قصد بيتا أو حانوتا في السوق أو بعض عواميد الطرقات يدعو عندها يرجو الإجابة بالدعاء عندها لكان هذا من المنكرات المحرمة إذ ليس للدعاء عندها فضل فقصد القبور للدعاء عندها من هذا الباب بل هو أشد من بعضه لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذها مساجد وعن اتخاذها عيدا وعن الصلاة عندها بخلاف كثير من هذه المواضع وما يرويه بعض الناس من أنه قال إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأهل القبور أو نحو هذا فهو كلام موضوع مكذوب باتفاق العلماء
والذي يبين ذلك أمور أحدها أنه قد تبين أن العلة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأجلها عن الصلاة عندها إنما هو لئلا تتخذ ذريعة إلى نوع الشرك بقصدها وبالعكوف عليها وتعلق القلوب بها رغبة ورهبة .... ) انتهى.
فالدعاء عند القبر وسجود التحية له وغيرها من العظائم المحرمة وهي من وسائل الشرك، ولكنها تختلف عن دعاء صاحب القبر أو سجود العبادة له.
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:01 م]ـ
كما قال الشيخ عبدالرحمن في رده قبل السابق قد نسلم من الناحية النظرية أن يسجد أحد لأحد بغرض التحية لا لتعظيمه بالسجود الذي هو حق الرب، ولا لصرف تلك العبادة له.
وهنا ثلاثة أمور:
- سجود تحية وهو بحق مشكل كما قال العز والقرافي أما ابن الشاط فعلى أصله في الإيمان بنى باطلاً. والأقرب إن تصور وجوده فليس بكفر، بيد أنه علم شرعاً وعرفاً وعقلاً أن تحية الناس بعضهم بعضاً لا تكون بذلك، ولاسيما لمجرد التحية.
- وأما السجود تعظيماً وإجلالاً للمقبور ظناً منه أن ذلك من جملة تعظيمه المشروع، فمسألة مشكلة كذلك وكثير من المعاصرين يرى أنها لا ترقى للشرك الأكبر وهو خطأ لعل تبينه يأتي، بل هو من جملة الشرك الأكبر، والله أعلم.
- وأما السجود عبادة للقبر أو المقبور فكفر بغير مرية.
قلتم شيخنا: وما ذكره الإمام الذهبي رحمه الله من السجود لقبر النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم وأنه قد لايكون شركا فهو صحيح نظرياً
و لي عدة اسفسارات حول هذا الأمر:
1. هل هذا خاص بالنبي صلى الله عليه و سلم دون قبور غيره بل دون غيره من المخلوقات، فإن كان الجواب نعم فبأي شيء فرقنا؟
2. فإذا لم يكن خاصاً بقبر النبي عليه السلام فقد قال الإيجي في المواقف 3/ 540:
¥