تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على أن التفصيل في مسألة السجود للقبر خاصة تظل من المسائل التي خالف فيها مثل الإمام الذهبي رحمه الله تعلقاً بأن سجود إخوة يوسف تحية وتعظيم شرع لهم وهو متعلق بالتوحيد فلا يجوز عليه النسخ وقد أشير إلى مافي هذا.

فهل الإجماع المذكور صحيح؟ وهل هو ينطبق فقط على ما ذكره الأخ أبو صديق " أما إن كان السجود لمن لا يُتصوّر مطلقًا أن يُحيّى كصنم ونحوه فهو شرك ظاهر." و ما الدليل؟

الذي يظهر أنه إجماع صحيح لا مخصص له، طالما كان السجود تعظيماً للقبر أو المقبور أو غيرهما من المخلوقات.

قلتم شيخنا ويشبه هذا من يطوف على القبر تبركا! ففعله محرم ولكن قد لايكون شركا

ثم ذكرتم فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله في حكم من يطوف بالقبور جاء فيها " وهو الكفر الأكبر إلا أن يدعي أنه طاف بالقبور بقصد عبادة الله، كما يطوف بالكعبة يظن أنه يجوز الطواف بالقبور ولم يقصد التقرب بذلك لأصحابها وإنما قصد التقرب إلى الله وحده،"

و لي أيضاً أكثر من سؤال:

1. لا يوجد بين المسلمين من يعتقد أنه بطوافه بالكعبة يعبد الكعبة فالطائف بالقبر كذلك، و لكن في المقابل لا يوجد بين عوام المسلمين من يفرق بين سجود العبادة و سجود التحية، فقل أن يكون بين المسلمين من يعرف أن هناك سجوداً ليس بعبادة، فما وجه الشبه بين الطواف و السجود؟

نعم ولكن يوجد من المسلمين من يطوف بالكعب ويعتقد أنه يعبد بذلك ربها، فكذلك القبر يوجد من المسلمين من يطوف به ويتقرب بذلك لرب القبر بغية أن يشفع له أو يقضي حاجته، بينما يطوف أناس منهم لله ظناً أن الطواف بذلك الموطن مشروع وأنه سبب لقضاء الحاجات.

وأما التفريق بين سجود التحية والعبادة فليس في عرف الناس حقاً ولهذا حسن التفريق، بل من يسجد للقبر إماً لصاحبه متقرباً له طلباً لشفاعته، وإما تعظيماً له بعبادة لا تليق بغير الله وكلا هذين شرك أكبر.

2. ما الفرق بين قول الشيخ رحمه الله " إلا أن يدعي أنه طاف بالقبور بقصد عبادة الله " و بين ادعاء الساجدين للقبور أو المستغيثين بأهلها أنهم يفعلون ذلك بقصد عبادة الله و التقرب إليه.

الفرق –أحسن الله إليكم- هو أن من طاف بالقبر ظناً منه أن الطواف بكل مشهد معظم مشروع ظن أنه أتى عبادة لله، ولم يصرفها لغيره، كمن تعبد الله بالوقوف تحت الشمس ضحى ظناً منه أن هذا مشروع فقد أتى بدعة منكرة.

إلاّ أن الأول زاد عليه إنشاء ذريعة للكفر.

أما الساجد للقبر والمستغيث به أو بصاحبه فقد صدرت منه عبادة لغير الله ولكنه يظن مشروعيتها فهو كالمشركين الأوائل الذين كانوا يصدرون العبادة للمعبوداتهم ظناً منهم أن الله شرع ذلك (إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى)، فالأول لم يعبد غير الله، بل عبد الله بغير ما شرع، والثاني عبد غير الله وظن أن ذلك مما شرع.

3. قال الشيخ رحمه الله " ولكن الغالب على عباد القبور هو التقرب إلى أهلها بالطواف بها " أو ليس الذي يسجد لقبر النبي صلى الله عليه و سلم على سبيل التبجيل و التعظيم كما قال الذهبي رحمه الله يتقرب بذلك إلى النبي عليه السلام؟ فما الفرق بين التقربين حتى يكفر الأول و لا يكفر الثاني؟ لا سيما و أنهم يعتقدون أن التقرب للنبي صلى الله عليه و سلم بعد مماته كما التقرب إليه في حياته و أنهم بتقربهم إليه عليه السلام أو إلى الأولياء يتقربون إلى الله.

و جزاكم الله خيراً

أحسن الله إليكم لا فرق حقاً إلاّ إن يقال تلك محض تحية وهذه مكابرة للعرف فهل يسجد هؤلاء لكل من يلقون بقصد التحية، إنها مغالطة للواقع.

أو يقال التحية والتعظيم بالسجود ليس عبادة، وهذا مخالف لما دل عليه النص، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وغيره أن هذا الضرب من التعظيم لاينبغي إلاّ لله، وأما حمل قصة يوسف عليه فأحسن أحوالها كما أشير سابقاً وجود احتمال لاينهض به استدلال، والله أعلم.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:35 م]ـ

جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على تفصيلكم وإجابتكم الشافية، ونسأل الله أن يبارك فيكم وينفعنا بعلمكم.

وحول ما يتعلق بسجود أبوي يوسف وكذا إخوته فهي على ظاهرها كما فسرها السلف

قال الإمام ابن جرير رحمه الله جامع البيان

* * *

وقوله: (وخرّوا له سجدًا)، يقول: وخرّ يعقوب وولده وأمّه ليوسف سجّدًا.

* * *

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير