ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 02 - 06, 04:45 م]ـ
شيخنا الفاضل نفع بك، لكن رأيتُ مبحثا لبعض طلاب العلم قرر فيه كلامكم، فوجدتُ من رد عليه أن هذا إرجاء، وأن هذا مذهب المرجئة، والسجود منسوخ في شرعنا، فاصبح بذاته كفرا، فمجرد فعل السجود و لو كان على سبيل التحية كفر أكبر مخرج من الملة، كرمي المصحف وإهانته
بارك الله فيكم ونفع بكم، والشرك شرك سواء كان في الشرائع السابقة أم في شريعتنا
وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا أولى الناس بابن مريم والأنبياء أولاد علات وأمهاتهم شتى ودينهم واحد).
فدين الأنبياء واحد وإنما الخلاف في الفروع، فلو كانت مسألة سجود التحية شركا لكانت كذلك في الأمم السابقة.
وأما من يقول إنها منسوخة وأصبحت كفرا فقوله بالنسخ صحيح وأما قوله بأنها كفر فغير صحيح، وعليه بالدليل الشرعي على هذه الدعوى.
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد
فائدة الأنبياء أولاد علات
قول النبي الأنبياء أولاد علات وفي لفظ اخوة من علات أمهاتهم شتى ودينهم واحد
قال الجوهري بنو العلات هم أولاد الرجل من نسوة شتى سميت بذلك لأن الذي تزوجها على أولى كانت قبلها ثم عل من الثانية العلل الشرب الثاني يقال له علل بعد نهل وعله يعله إذا سقاه السقية الثانية وقال غيره سموا بذلك لأنهم أولاد ضرائر والعلات الضرائر وهذا الثاني أظهر
وأما وجه التسمية فقال جماعة منهم القاضي عياض وغيره معناه أن الأنبياء مختلفون في أزمانهم وبعضهم بعيد الوقت من بعض فهم أولاد علات إذ لم بجمعهم زمان واحد كما لم يجمع أولاد العلات بطن واحد وعيسى لما كان قريب الزمان من النبي ولم يكن بينهما نبي كانا كأنهما في زمان واحد فقال أنا أولى الناس بعيسى بن مريم عليه السلام قالوا كيف يا رسول الله فقال الأنبياء إخوة من علات الحديث
وفيه وجه آخر أحسن من هذا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه دين الأنبياء الذين اتفقوا عليه من التوحيد وهو عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله ولقائه بالأب الواحد لاشتراك جميعهم فيه وهو الدين الذي شرعه الله لأنبيائه كلهم فقال تعالى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه).
وقال البخاري في صحيحه باب ما جاء أن دين الأنبياء واحد وذكر هذا الحديث وهذا هو دين الإسلام الذي أخبر الله أنه دين أنبيائه ورسله من أولهم نوح إلى خاتمهم محمد فهو بمنزلة الأب الواحد
وأما شرائع الأعمال والمأمورات فقد تختلف فهي بمنزلة الأمهات الشتى التي كان لقاح تلك الأمهات من أب واحد كما أن مادة تلك الشرائع المختلفة من دين واحد متفق عليه فهذا أولى المعنيين بالحديث وليس في تباعد أزمنتهم ما يوجب أن يشبه زمانهم بأمهاتهم ويجعلون مختلفي الأمهات لذلك وكون الأم بمنزلة الشريعة والأب بمنزله الدين وأصالة هذا وتذكيره وفرعية الأم وتأنيثها واتحاد الأب وتعدد الأم ما يدل على أنه معنى الحديث والله أعلم) انتهى.
فالتوحيد والكفر متفق عليه بين الأنبياء، وإنما الخلاف في الفروع كسجود التحية وغيرها.
ـ[حارث همام]ــــــــ[06 - 02 - 06, 09:44 م]ـ
أحسن الله إليكم ..
من قال إن من سجد للقبر تحية وإكراماً من جنس سجود الملائكة أو من جنس سجود إخوة يوسف لا تعظيماً أو عبادة. فقد أتى بدعة لا ترقى إلى وصف الشرك الأكبر فقد أصاب وإن حمل كلام الإمام الذهبي عليه فلا إشكال فيه.
فالسجود كما أشار شيخنا عبدالرحمن أنواع:
- فمنه سجود عبادة.
-ومنه سجود تحية وإكرام.
أما كيفية كل منهما في الأمم الماضية فالله أعلم بها.
¥