تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 03 - 06, 01:26 م]ـ

وصلتني رسالة من أحد الإخوة الأفاضل ينبه فيها على أن بعضهم استدل بالكلام السابق على مسألة أخرى ليست متعلقة بالبحث وهي مسألة السجود لغير الله مجاملة للطمع في الدنيا أو غيرها، وهذا الفعل يختلف تماما عن سجود التحية السابق بحثه من المشايخ حفظهم الله، فمن سجد لغير الله مجاملة أو لغرض دنيوي فإنه مشرك مرتد عن دينه والعياذ بالله، ولايقال فيه إنه لم يقصد الشرك ونحو ذلك من التوجيهات الباطلة من قول بعضهم أن من سجد لغير الله مجاملة وهو غير مقر بقلبه فإنه ليس بمشرك، فهذا قول باطل ومخالف لمنهج السالف الصالح رضوان الله تعالى عليهم في أن الكفر يكون بالفعل كالسجود لغير الله ونحو ذلك، وأن الكفر والشرك ليس محصورا في عمل القلب فقط بل يشمل ذلك عمل الجوارح كمن قتل نبيا أو ألقى المصحف وهدم الكعبة وغير ذلك.

وكلامنا هنا في هذا الموضوع كان فقط حول ما يتعلق بسجود التحية الذي أثاره الإمام الذهبي رحمه الله وعفا عنا وعنه وذلك لوجود ما يدل على أن هناك سجود تحية كان عند الأمم السابقة، وأنه لم يكن شركا، وأما الأفعال الأخرى غيرها فلا دليل عليها.

وأما من يذهب إلى القول الباطل فإنه يعمم ذلك في جميع الأمور مثل الذبح لغير الله ودعاء غير الله وأنه لابد أن يصرح بلسانه أنه فعل ذلك شركا وكفرا، فهذا القول مجانب للصواب، فقد حارب الصديق رضي الله عنه أهل الردة ولم يأمر باستنطقاهم: هل أنت فعلت هذا مجاملة ومداهنة لمسيلمة ومن معه أم أنك فعلته ردة وكفرا، بل حكموا عليهم بالردة وقاتلوهم على ذلك، وهذا هو مذهب أهل الإسلام والسنة على مر الزمان.

فالمقصود أن الكلام هنا فقط على ما يتعلق بسجود التحية الذي أثاره الذهبي رحمه الله ولايشمل ذلك غيره من الأمور الأخرى كالذبح لغير الله أو دعاؤه أو غير ذلك من أفعال الشرك والكفر.

ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[03 - 03 - 06, 02:50 ص]ـ

شيخنا الفقيه ... بارك الله في علمكم و عملكم و نفع بكم

جزاكم الله خيراً شيخنا على تنبيهكم و توضيحكم، و أنا كنتُ أخشى أن يستغل البعض هذا النقاش للربط بين هذه المسألة و بين الذبح و النذر لغير الله أو غير ذلك من أفعال الشرك!

من جهتي أحب أن أوضح بعض الأمور حتى لا تختلط الأوراق و يظن بي إخواننا الظنونا:

1 - أنني خلال البحث في الموضوع كنتُ كمن يسير في حقل مليء بالشوك لا يسلم من وخزه إلا من سلمه الله.

2 - أن الكثير مما كتبتُه يخالف هواي فلقد كنتُ أتمنى أن يقودنا البحث إلى كون السجود لغير الله على أي صورة كانت شرك أكبر و أن سجود إخوة يوسف كان جائزاً و نسخ و أن يكون هناك حل لمسألة نسخ العقائد، و لكن لما رأيتُ أن الأدلة غير كافية خالفتُ هواي عسى أن ألتزم في ذلك بوصف أهل السنة ـ جعلنا الله منهم ـ أنهم يستدلون ثم يعتقدون بخلاف أهل البدع.

3 - أن الكثير مما كتبتُه لم يكن من باب التقرير بل هو لكونه من باب طرح الإشكالات التي تبحث عن حلول أقرب.

في ضوء ما سبق اسمح لي شيخنا بما يلي:

إن أصل الموضوع هو " هل السجود لغير الله كفر؟ "

فإن ثبتَ أن أي شكل من أشكال السجود لغير الله كفرٌ فلن يغير من هذا الأمر كون الساجد لم يرد عبادة المسجود له أو لم يستحل بقلبه السجود له تماماً كالذبح و النذر لغير الله، و أما إنزال حكم الكفر على هذا الساجد بعينه فإنما يكون بتحقق شروط و انتفاء موانع هذا التكفير تماماً كما في الذبح و النذر.

و أما إن لم يثبت أن صورة ما من صور السجود لغير الله كفرٌ ففي هذه الحال لا نستطيع أن نحكم على هذا الفعل أنه كفر و بالتالي لا نستطيع أن نحكم على فاعله بالكفر إلا إن بين له أن هذا الفعل محرم فاستحله، أما إن فعله مقراً بحرمته فهذا و إن أتى معصية إلا أنه لا يكفر.

فالآن نأتي إلى الصورة المذكورة و هي السجود لغير الله طمعاً في الدنيا ـ و أرجو أن يتسع صدركم و صدور إخواننا لما سأقول إذ أقوله و في القلب منه غصة ـ فأقول ما الدليل شيخنا على كون هذا السجود كفرٌ؟

لقد نقلتُ في إحدى المشاركات السابقة كلاماً لابن تيمية رحمه الله أعيده هنا بتمامه للفائدة و النقاش

الفتاوى 1/ 372 - 373

(سئل رحمه الله

عمن يبوس الأرض دائما هل يأثم وعمن يفعل ذلك لسبب أخذ رزق وهو مكره كذلك،فأجاب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير