تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما تقبيل الأرض ورفع الرأس ونحو ذلك مما فيه السجود مما يفعل قدام بعض الشيوخ وبعض الملوك فلا يجوز بل لا يجوز الانحناء كالركوع أيضا كما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل منا يلقى أخاه أينحني له؟ قال: لا، ولما رجع معاذ من الشام سجد للنبي فقال ما هذا يا معاذ؟ قال يا رسول الله رأيتهم في الشام يسجدون لأساقفتهم ويذكرون ذلك عن أنبيائهم فقال كذبوا عليهم لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من أجل حقه عليها يا معاذ إنه لا ينبغي السجود إلا لله وأما فعل ذلك تدينا وتقربا فهذا من أعظم المنكرات ومن اعتقد مثل هذا قربة وتدينا فهو ضال مفتر بل يبين له وأن هذا ليس بدين ولا قربة فإن أصر على ذلك استتيب فإن تاب وإلا قتل

وأما اذا أكره الرجل على ذلك بحيث لو لم يفعله لأفضى إلى ضربه أو حبسه أو أخذ ماله أو قطع رزقه الذى يستحقه من بيت المال ونحو ذلك من الضرر فإنه يجوز عند أكثرالعلماء فإن الإكراه عند أكثرهم يبيح الفعل المحرم كشرب الخمر ونحوه وهو المشهور عن أحمد وغيره ولكن عليه مع ذلك أن يكرههه بقلبه ويحرص على الامتناع منه بحسب الإمكان، ومن علم الله منه الصدق أعانه الله تعالى وقد يعافى ببركة صدقه من الأمر بذلك. وذهب طائفة الى أنه لا يبيح إلا الأقوال دون الأفعال ويروى ذلك عن ابن عباس ونحوه قالوا إنما التقية باللسان وهو الرواية الآخرى عن أحمد.

وأما فعل ذلك لأجل فضول الرياسة والمال فلا. وإذا أكره على مثل ذلك ونوى بقلبه أن هذا الخضوع لله تعالى كان حسنا مثل أن يَكرَه كلمة الكفر وينوي معنى جائزا والله أعلم.)

ففي كل الصور السابقة لم يحكم باستتابة أحد إلا الذي بُيِّن له أن سجوده لغير الله ليس قربة لله كما يزعم و يفتري بل هو محرم ثم أصر بعد البيان على اعتقاد أنه قربة لله فكأنه بذلك قد استحل ما حرم الله فيستتاب فإن تاب و إلا قتل أي ردة.

أما السجود لأجل فضول الرياسة فلم يفصل فيه هذا التفصيل و بين فقط أنه لا يجوز، تماماً كما قال في أول الجواب أن السجود للملوك و الشيوخ لا يجوز، فهل لنا أن نفهم من كلامه رحمه الله أنه يقول أن السجود لغير الله لا على سبيل العبادة للمسجود له ـ إذ لم يذكر هذه الصورة في جوابه و حكمها واضح ـ لا يكون كفراً على أي صورة كان إلا إذا اعتقد الساجد حِلَّ ذلك بعد أن يبين له أن هذا السجود ليس قربة له سبحانه و ليس من دينه الذي شرعه لعباده؟

في الختام أرجو مرة ثانية أن يتسع صدر مشايخنا الكرام لهذا الكلام الذي لم أرد منه إلا الوصول للحق مهما كان.

و جزاكم الله خيراً.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 03 - 06, 02:59 ص]ـ

بارك الله فيكم

كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله على السجود فقط وفي حالة الإكراه فقط وهو يقصد به سجود التحية وليس سجود العبادة، ومع ذلك احترز بكون الفاعل يفعل ذلك لله.

ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[03 - 03 - 06, 03:08 ص]ـ

و فيكم بارك الله شيخنا

لقد قال في آخر الجواب " وأما فعل ذلك لأجل فضول الرياسة والمال فلا "

فليس هو للتحية و ليس الساجد من أجل فضول الرياسة و المال مكرهاً على السجود.

جزاكم الله خيراً.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 03 - 06, 03:17 ص]ـ

إذا فعل ذلك لأجل فضول المال والرئاسة فلا يكون حينذاك مكرها فلا يجوز له الفعل

((وأما اذا أكره الرجل على ذلك بحيث لو لم يفعله لأفضى إلى ضربه أو حبسه أو أخذ ماله أو قطع رزقه الذى يستحقه من بيت المال ونحو ذلك من الضرر فإنه يجوز عند أكثرالعلماء فإن الإكراه عند أكثرهم يبيح الفعل المحرم))

وهو يتكلم عن سجود التحية عند ملوك المسلمين وإلا فلو كانوا يأمرون الناس بالسجود لهم عبادة لكانوا مشركين، فتأمل بارك الله فيك قوله في البداية ((أما تقبيل الأرض ورفع الرأس ونحو ذلك مما فيه السجود مما يفعل قدام بعض ((الشيوخ)) وبعض ((الملوك)) فلا يجوز))

ومما يدل على أنه يقصد التحية قوله كذلك ((وأما فعل ذلك ((تدينا وتقربا)) فهذا من أعظم المنكرات ومن اعتقد مثل هذا قربة وتدينا فهو ضال مفتر بل يبين له وأن هذا ليس بدين ولا قربة فإن أصر على ذلك استتيب فإن تاب وإلا قتل))

ومما يدل على ذلك أنه ذكر أنواعا متعددة من التحية كرفع الرأس وتقبيل الأرض.

والتركيز على السجود في هذه المسألة من تتبع المشتبهات لوجود سجود التحية وسجود العبادة، بخلاف غيرها من الأمور الواضحة كالذبح والدعاء وغيرها.

ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[03 - 03 - 06, 03:33 ص]ـ

جزاكم الله خيراً شخنا

لقد قلتُم (إذا فعل ذلك لأجل فضول المال والرئاسة فلا يكون حينذاك مكرها فلا يجوز له الفعل)

لا خلاف بيننا أنه ليس مكرهاً، و لا خلاف أنه ليس سجود عبادة، و لا خلاف أنه لا يجوز

السؤال: هل هذا السجود كفرٌ؟ إن قيل نعم فما الدليل؟

السؤال الثاني: هل يقال لمن سجد لفضول الرياسة و المال أنه سجد سجود تحية، أم أنه سجود طمع؟

قلتُم شيخنا

والتركيز على السجود في هذه المسألة من تتبع المشتبهات لوجود سجود التحية وسجود العبادة، بخلاف غيرها من الأمور الواضحة كالذبح والدعاء وغيرها.

فإن أردتم أن أتوقف عن الكتابة في الموضوع فسأفعل إن شاء الله، فماذا ترون؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير