استدل هذا شيخ الإسلام، ومفتي الأنام المزعوم على جواز نداء الميت بعد الموت بحديث ضعيف أخرجه الإمام أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه بسياقة طويلة، وفيه التلقين للميت بعد الموت. قال الشيخ دحلان: "وفي التلقين الخطاب والنداء، وقد ذكره كثير من الفقهاء، واستندوا في ذلك على هذا الحديث، فكيف يمنعون النداء مطلقا؟ ".
أجابه العلامة بشير بجواب مفصل ومقنع، واستند رحمه الله تعالى على عدم صحة هذا الخبر، ونقل عن أئمة الجرح والتعديل ما يكفي ويشفي في هذا الباب، ثم نقل عن الإمام ابن القيم من كتابه "الروح" أنه قال: "وحاصل كلام الأئمة أنه حديث ضعيف، والعمل به بدعة، ولا يغتر بكثرة من يفعله, وفي نزل الأبرار: "وقد أنكر هذا التلقين جماعة من أهل العلم وبدعوه"؛ انظر ذلك في الهدي النبوي وغيره، كثمار التنكيت للمؤلف. قلت: والحديث أورده صاحب مجمع الزوائد وقال في نهاية الحديث: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه من لم أعرفه جماعة". قلت: لأن في سنده عاصم بن عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي أيضا. قال الذهبي: "ضعفه مالك". وقال يحيى: "ضعيف لا يحتج به". وقال ابن حبان: "كثير الوهم، فاحش الخطأ فترك". وقال أحمد: "قال ابن عيينة: كان الأشياخ يتقون حديثه". وقال النسائي: "ضعيف". وقال أبو زرعة وأبو حاتم: "منكر الحديث". وقال الدار قطني: "يترك، وهو مغفل". وفي الختام أدعو الله جل وعلا، وأتضرع إليه سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا صراطه المستقيم، ويرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ويجعلنا من دعاة الحق وأنصاره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (الحشر: من الآية10) وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
توثيق النص
الموضوع: عرض ونقد لما كتبه الدكتور محمد علوي المالكي حول الكوثري والدحلان
المؤلف: الشيخ عبد القادر بن حبيب الله السندي
رقم العدد: 27
رقم الصفحة: 46 - 69
سنة النشر: محرم 1395هـ
عمادة البحث العلمي - جميع الحقوق محفوظة 1423 هـ / 2002 م
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 09:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، و أعانكم على بره و طاعته و طلب العلم
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 05:26 م]ـ
وإياك أخي الفاضل
ـ[أحمد بن حميد]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعينك ويسدد خطاك ويلهمك طريق الرشاد وأن يرينا الحق حق ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطلا و يرزقنا أجتنابه أنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[17 - 11 - 06, 03:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزك الله خيراً على دعائكم ..
ـ[حامد تميم]ــــــــ[17 - 11 - 06, 11:07 م]ـ
الشيخ عبد القادر بن حبيب الله السندي -رحمة الله عليه-، صاحب سنه، قامع بدعة -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احداً-، توفي قبل سنوات، وأوقفت مكتبته على دار الحديث المدنيه، تخرج من الجامعة السلامية بالمدينة النبوية، وحصل على درجة الماجستير من نفس الجامعة في موضوع اسمه: " الذهب المسبوك في مرويات غزوة تبوك"، بالنسبة لرد الذي نشره الأخ الفاضل أبو عمر الدوسري حفظه الله- في الرد على المالكي، فهي من أقدم الردود على المالكي، حين كان الشيخ يدرس في معهد الحرم المكي، والرسالة طبعة على الآلة الكاتبة ثم طبعتها الجامعة السلفية في باكستان، ونشرة إحدى أعداد مجلة الجامعة الإسلامية، وكان رد الشيخ على المالكي في كتاب جمعه المالكي عن أسانيد والده، وترجم لدحلان والكوثري، والله أعلم.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل .. ومعلومات كنت أبحثها عنها منذ زمن .. خاصة وأنني أريد الوصول إلى من يعرفه .. فلقد قرأت رده على الصوفية في أجزائه الأربعة وكنت أرغب في اقتنائه، ومعاونته على نشره مرة أخرى ..
نسأل الله له الرحمة والمغفرة ..
ـ[حامد تميم]ــــــــ[19 - 11 - 06, 10:33 م]ـ
ردود الشيخ عبد القادر على الصوفية بأجزائه الأربعة بإحالة من الشيخ ابن باز، وطبعته دار المنار، ويا أخي الكريم، إن اردة هذه الكتب، فلجنة الدعوة والتعليم في رابطة العالم الإسلامي توزعه بالمدينه المنورة.
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 06:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله أخانا أبا عمر الدوسري عنا خيرا
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:41 م]ـ
بارك الله في أعمال علمائنا وأعمارهم ..