تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكر قول الإمام مالك الصغير أبي محمد عبد اللّه بن أبي زيد القيرواني: قال في خطبته برسالته المشهورة باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات: ومن ذلك الإيمان بالقلب والنطق باللسان: أن الله إله واحد لا إله غيره، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا ولد له، ولا والد له، ولا صاحبة له، ولا شريك له، ليس لأوليته ابتداء، ولا لآخرته انقضاء، ولا يبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمرِه المتفكرون، يعتبر المتفكرون بآياته ولا يتفكرون في ماهية ذاته " ولا يُحيطون بشَيْءٍ مِنْ عِلْمه إلاَّ بمَا شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السمواتِ والأرْض وَلا يَؤُدهُ حِفْظُهُما وهُوَ العَليُّ العَظيم " سورة البقرة آية 255. وهو العليم الخبير، المدبّر القدير السميع البصير العلي الكبير، وإنه فوق عرشه المجيد بذاته، وهو بكل مكان بعلمه.

وكذلك ذكر مثل هذا في نوادره وغيرها من كتبه، وذكر في كتابه المفرد في السنة تقرير العلو واستواء الرب تعالى على عرشه بذاته أتم تقرير فقال: فيما اجتمعت عليه الأمة من أمور الديانة من السنن التي خلافها بدعة وضلالة إن اللّه سبحانه وتعالى اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، لم يزل بجميع صفاته وهو سبحانه موصوف بأن له علماً وقدرة وإرادة ومشيئة أحاط علماً بجميع ما بدا قبل كونه وفطر الأشياء بإرادته، وقوله: " إنما أمْرُهُ إذا أرادَ شَيْئاً أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون " سورة يس آية 82. وأن كلامه صفة من صفاته، ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد، وأن اللّه عزَّ وجلَّ كلّم موسى عليه الصلاة والسلام بذاته، وأسمعه كلامه لا كلاماً قام في غيره، وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط، وأن يديه مبسوطتان، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه وأن يديه غير نعمته في ذلك وفي قوله سبحانه: " مَا مَنَعْكَ أنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " سورة ص آية 75.

وأنه يجيء يومَ القيامة بعد أن لم يكن جائياً، والمَلَك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء، وأنه يرضى ويحب التوابين، ويسخط على من كفر به، ويغضب فلا يقوم شيء لغضبه، وأنه فوق سمواته على عرشه دون أرضه، وأنه في كل مكان بعلمه، وأن لله سبحانه كرسياً، كما قال عز وجل: " وَسِعَ كُرْسِيُّه السّمواتِ والأرْضَ " سورة البقرة آية 255. وكما جاءت به الأحاديث أن الله سبحانه يضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير