[إكرام أهل بيت النبي عليه السلام وماذا قال عنه الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين؟]
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 03 - 06, 11:26 ص]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قال الشيخ ابن العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح رياض الصالحين:
باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيان فضلهم
قال الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}
وقال تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
الشرح:
قال المؤلف ـ رحمه الله ـ: (باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم). وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم: ينقسمون إلى قسمين: قسم كفار فهؤلاء ليسوا من أهل بيته وإن كانوا أقاربه له في النسب، لكنهم ليسوا من أهل بيته؛ لأن الله قال لنوح عليه الصلاة والسلام حين قال: {رب إن ابني من أهلي}، وكان ابنه كافرا قال: {إنه ليس من أهلك}.
فالكفار من أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته، وإن كانوا أقارب له نسبا.
لكن المؤمنون من قرابته هم أهل بيته ومنهم أيضا زوجاته، فإن زوجاته رضي الله عنهن من آل بيته كما قال الله تعالى في سياق نساء أمهات المؤمنين: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}
وهذا نص صريح واضح جدا بأن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من آل بيته، خلافا للرافضة الذين قالوا إن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته، وهذا غير صحيح، فزوجاته من أهل بيته بلا شك. ولأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين حقان؛ حق الإيمان وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم.
وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين كما قال تعالى في كتابه: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}. فأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين، وهذا بالإجماع، فمن قال إن عائشة رضي الله عنها ليست أما لي فليس من المؤمنين لأن الله قال: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} فمن قال إن عائشة رضي الله عنها ليست أما للمؤمنين فهو ليس بمؤمن؛ لا مؤمن بالقرآن ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وعجبا لهؤلاء؛ يقدحون في عائشة ويسبونها ويبغضونها وهي أحب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يحب أحدا من نسائه مثل ما يحبها كما صح ذلك عنه في البخاري أنه قيل: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال: "عائشة". قالوا: فمن الرجال؟ قال:"أبوها" أبو بكر رضي الله عنه.
وهؤلاء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها، وهي أقرب نساء الرسول إليه فكيف يقال إن هؤلاء يحبون الرسول؟ وكيف يقال إن هؤلاء يحبون آل الرسول؟ ولكنها دعاوي كاذبة لا أساس لها من الصحة.
فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين، كلهم آل بيته ولهم حق.
ثم ذكر المؤلف الآية التي سقناها الآن: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، نقاء وطهارة، {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس} أي النجس المعنوي، {ويطهركم تطهير} بعد إزالة النجاسة. والتطهير: تخلية وتحلية، وقوله {تطهيرا} هذا مصدر مؤكد لما سبق، يدل على أنها طهارة كاملة.
ولهذا مَن رمي واحدة من نساء الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنى ـ والعياذ بالله ـ فإنه كافر حتى لو كانت غير عائشة.
عائشة الذي يرميها بما برأها الله منه كافر مكذب لله، يحل دمه وماله، وأما الذي يرمي سواها بالزنى فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضاً،لأن هذا أعظم قدح برسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ بالله، وقد قال الله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات}.
فمن رمي واحدة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنى فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك ـ جعله خبيثا ـ نعوذ بالله لأن الله يقول {الخبيثات للخبيثين}
¥