تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبهذا يُعْرَف أن المسألة خطيرة وعظيمة، وأن الواجب علينا أن نُكِّن المحبة الصادقة لجميع آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نسائه كلهن والمؤمنين من قرابته.

2/ 347 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفا عليه أنه قال: ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته، رواه البخاري معنى "ارقبوا" راعوه واحترموه وأكرموه والله أعلم.

الشرح:

هذا الحديث وهذا الأثر في بيان حق آل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن آل بيته هم زوجاته ومن كان مؤمنا من قرابته، من آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس، وهم الذين تحرم عليهم الصدقة؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس وقد سأله من الصدقة، قال: "إن هذه أوساخ الناس وإنها لا تحل لآل محمد".

وآل محمد لهم خصائص ليست لغيرهم، ففي باب الفيء لهم حق يختصون به، كما قال تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} يعني قرابة النبي صلى الله عليه وسلم.

ولهم كرامة وشرف وسيادة، فلا تحل لهم الصدقة ولا الزكاة الواجبة؛لأنها أوساخ الناس كما قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم} فلا يحل لهم الصدقة؛ فهم أشرف وأعلى من أن تحل لهم الصدقة، لكن يُعطون بدلها من الخُمس.

ثم بيَّن في حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم؛ وهو غدير بين مكة والمدينة نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ووعد وذكَّر، وحث على القرآن، وبيَّن أنَّ فيه الشفاء والنور، ثم حث على أهل بيته فقال:

" أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".

ولم يقل إن أهل بيته معصومون، وإن أقوالهم كالقرآن يجب أن يعمل بها كما تدعيه الرافضة، فإنهم ليسوا معصومين، بل هم يخطئون كما يخطئ غيرهم، ويصيبون كما يصيب غيرهم، ولكن لهم حق قرابة النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق.

وقوله:" أذكركم الله في أهل بيتي":

يعني اعرفوا لهم حقهم، ولا تظلموهم، ولا تعتدوا عليهم، هذا من باب التوكيد، وإلا فكل إنسان مؤمن له حقٌ على أخيه، لا يحق له أن يعتدي عليه، ولا أن يظلمه، لكن لآل النبي صلى الله عليه وسلم حق زائد على حقوق غيرهم من المسلمين.

وإذا كان هذا في حق آل النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بحق الرسول صلى الله عليه وسلم؟.

حق الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله؛ يجب أن يُقَدَم على النفس والولد والأهل وعلى جميع الناس، في المحبة والتعظيم وقبول هَدْيه وسُنَّته صلى الله عليه وسلم، فهو مُقَدَم على كل أحد صلى الله عليه وسلم. نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من أتباعه ظاهرا وباطنا. اهـ

وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وسلم.

ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[13 - 03 - 06, 03:25 ص]ـ

جزاكم الله كل خير ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير