تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل ثبت تراجع شيخ الإسلام ابن تيمية كما ذكر الكوثري؟]

ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 05:57 م]ـ

هل تراجع شيخ الإسلام ابن تيمية سنة 707 هجرية كم ذكر الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل أريد جوابا مسهبا يروي الغليل؟

ـ[أسامة عباس]ــــــــ[14 - 03 - 06, 08:10 م]ـ

لم أقرأ كلام الكوثري، ولكن احتككت ببعض الأحباش، زعموا أنه -شيخ الإسلام- تراجع عن عقيدته وصار أشعريًا! وقالوا أنه قال ذلك تقيةً! واستدلوا بكلام لابن حجر رحمه الله ..

وحينها سألت إخواني ومشايخي الفضلاء بهذا الملتقى، منهم الشيخ الفاضل حارث همام، وأفادني حفظه الله وبارك فيه إفادةً عظيمة ..

وبحمد الله كتبت حينئذٍ ردًا عليهم -أعني الأحباش-، وانقطعوا ولله الحمد ..

وهذه شبهتهم الباردة:

... وهنا بيت القصيد يقول ابن حجر ما نصه: فكتب عليه محضر بأنه قال أنا أشعري ثم وجد خطه بما نصه الذي أعتقد أن القرآن معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة وهو غير مخلوق وليس بحرف ولا صوت وأن قوله (الرحمن على العرش استوى) ليس على ظاهره ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلمه إلا الله والقول في النزول كالقول في الاستواء وكتبه أحمد بن تيمية ثم أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختاراً وذلك في خامس عشري ربيع الأول سنة 707 وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم وسكن الحال وأفرج عنه. اهـ بحروفه.

لأن أجبنا يا وهابي على هذه النقطة ولا تهرب .. كتب مختاراً بأنه أشعري .. أنت هنا بين أمر من ثلاث: إما أن تقول أن ابن تيمية كان أشعرياً وإما أن تقول أن ابن تيمية كان من أهل التقية وإما أن تقول كذب ابن حجر ..

وهذه مقتطفات من الرد على كلامهم:

هذه القصة التي ذكرت في ردك مكذوبة لا تصح ولم تحدث .. وعلى ذلك أدلة .. منها أن الحافظ ابن كثير رحمه الله ذكر أحداث ذلك المجلس لشيخ الإسلام .. ولم يذكر فيه قصة ذلك الكتاب .. وهو من معاصري شيخ الإسلام وأدرى بما حدث ..

وكذلك ذكرها الحافظ ابن عبد الهادي [قال فيه السيوطي: الإمام الأوحد المحدث الحافظ الحاذق الفقيه البارع المقرئ النحوي اللغوي ذو الفنون .. انتهى من طبقات الحفاظ] .. ذكرها في كتابه العقود الدرية .. ولم يذكر قصة ذلك المحضر أبدًا ..

وكذلك من المعلوم أن شيخ الإسلام ابن تيمية قدر على خصومه بعد انكسار الجاشنكير وعودة الناصر الذي كان مواليًا لابن تيمية .. بل وعرض عليه أن يتم قتلهم لكنه عفا عنهم .. فلماذا لم يطلب هذا الكتاب المخترع ليمزقه مثلاً أو ينفيه عن نفسه .. ؟ نريد جوابًا على ذلك ..

وكذلك مما يدل على كذب هذه القصة أن شيخ الإسلام سجن كثيرًا واعتقل بسبب مسائل كثيرة .. ومنها مثلاً مسألة الطلاق التي حبس لأجلها حتى مات .. وفي كل ذلك لم يتراجع فيد أنملة عما يراه حقًا حتى وإن كانت المسألة فقهية .. فكيف يتراجع عن عقيدته .. ؟ وأنا أسألك يا حبشي وأرجو أن تجيبني بإنصاف: هل ابن تيمية من ذلك النوع الذي يداهن ويحابي .. ؟ ولماذا لم يداهن في مسألة الطلاق .. ؟ بل لماذا رفض أن يسكت فلا يفتي بها .. ؟؟ فضلاً عن أن يتراجع وينسب نفسه إلى ما يخالف عقيدة السلف ..

ومسألة الكذب على شيخ الإسلام ابن تيمية شهيرة جدًا .. فيقول الحافظ علم الدين البرزالي [ذكره السيوطي في طبقات الحفاظ وقال: الإمام الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر] يقول الحافظ البرزالي عن خصوم ابن تيمية: «وحرفوا الكلام وكذبوا الكذب الفاحش» .. بل لقد قال شيخ الإسلام نفسه: «أنا أعلم أن أقواما يكذبون علي كما قد كذبوا علي غير مرة» .. وقال أيضًا: «وكان قد بلغني أنه زور عليّ كتاب إلى الأمير ركن الدين الجاشنكير أستاذ دار السلطان يتضمن ذكر عقيدة محرفة ولم أعلم بحقيقته لكن علمت أن هذا مكذوب» ..

وأشاع خصوم ابن تيمية أنه رجع عن عقيدته كما يقول الحافظ ابن عبد الهادي نقلاً عن الحافظ البرزالي: «واختلفت نقول المخالفين للمجلس وحرفوه ووضعوا مقالة الشيخ على غير موضعها وشنع ابن الوكيل وأصحابه بأن الشيخ قد رجع عن عقيدته فالله المستعان» ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير