تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - إرادة كونية ترادفها المشيئة، وهما تتعلقان بكل ما يشاء الله فعله وإحداثه، فهو سبحانه إذا أراد شيئا وشاءه كان عقب إرادته له؛ كما قال تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}.

وفي الحديث الصحيح: «ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن».

2 - وإرادة شرعية تتعلق بما يأمر الله به عباده مما يحبه ويرضاه، وهي المذكورة في مثل قوله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}.

ولا تلازم بين الإرادتين؛ بل قد تتعلق كل منهما بما لا تتعلق به الأخرى، فبينهما عموم وخصوص من وجه.

فالإرادة الكونية أعم من جهة تعلقها بما لا يحبه الله ويرضاه من الكفر والمعاصي، وأخص من جهة أنها لا تتعلق بمثل إيمان الكافر وطاعة الفاسق.

والإرادة الشرعية أعم من جهة تعلقها بكل مأمور به واقعا كان أو غير واقع، وأخص من جهة أن الواقع بالإرادة الكونية قد يكون غير مأمور به.

والحاصل أن الإرادتين قد تجتمعان معا في مثل إيمان المؤمن، وطاعة المطيع.

وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر، ومعصية العاصي.

وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر، وطاعة العاصي.

ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي في حاشية الواسطية

من الأصول الثابتة في الكتاب والسنة المتفق عليها بين السلف: التفريق بين مشيئة الله وإرادته وبين محبته.

فمشيئة الله وإرادته الكونية تتعلق بكل موجود محبوب لله وغير محبوب، كما ذكر في هذه الآيات أن الله يفعل ما يريد. وما يشاء، وإذا أراد شيئا قال له كن فيكون.

وأما محبته فإنها تتعلق بما يحبه خاصة من الأشخاص والأعمال، كما ذكر في هذه الآيات تقييدها بأنه يحب الصابرين والمتقين والمؤمنين والمحسنين والمقسطين ونحوها، فمشيئته عامة للكائنات، ومحبته خاصة ومتعلقة بالمحبوبات.

ويتفرع عن هذا أصل آخر، وهو التفريق بين الإرادة الكونية فإنها تطابق المشيئة، وبين الإرادة الدينية فإنها تطابق المحبة، فالأولى مثل: {إن الله يفعل ما يريد}، {فعال لما يريد} ونحوها. والثانية نحو: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، {والله يريد أن يتوب عليكم} ونحوها.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 06, 09:44 ص]ـ

وفي فتاوى الشيخ العثيمين رحمه الله

(67) وسئل فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى ورعاه: عن أقسام الإرادة؟

فأجاب بقوله: الإرادة تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: إرادة كونية.

القسم الثاني: إرادة شرعية.

فما كان بمعنى المشيئة فهو إرادة كونية، وما كان بمعنى المحبة فهو إرادة شرعية، مثال الإرادة الشرعية قوله تعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم} (1) لأن {يريد} هنا بمعنى يحب ولا تكون بمعنى المشيئة لأنه لو كان المعنى: "والله يشاء أن يتوب عليكم"، لتاب على جميع العباد وهذا أمر لم يكن فإن أكثر بني آدم من الكفار، إذا {يريد أن يتوب عليكم} يعني يحب أن يتوب عليكم، ولا يلزم من محبة الله للشيء أن يقع لأن الحكمة الإلهية البالغة قد تقتضي عدم وقوعه.

ومثال الإرادة الكونية قوله تعالى: {إن كان الله يريد أن يغويكم} (2) لأن الله لا يحب أن يغوي العباد، إذا لا يصح أن يكون المعنى إن كان الله يحب أن يغويكم، بل المعنى إن كان الله يشاء أن يغويكم.

ولكن بقي لنا أن نقول: ما الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية من حيث وقوع المراد؟

فنقول: الكونية لابد فيها من وقوع المراد إذا أراد الله شيئا كونا فلابد أن يقع {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول: له كن فيكون} (3).

أما الإرادة الشرعية فقد يقع المراد وقد لا يقع قد يريد الله عز وجل هذا الشيء شرعا ويحبه ولكن لا يقع لأن المحبوب قد يقع وقد لا يقع.

فإذا قال قائل: هل الله يريد المعاصي؟

فنقول: يريدها كونا لا شرعا، لأن الإرادة الشرعية بمعنى المحبة والله لا يحب المعاصي، ولكن يريدها كونا أي مشيئة فكل ما في السماوات والأرض فهو بمشيئة الله.

ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 03 - 06, 02:37 م]ـ

يفهم من كلام الشيخ السعدى -رحمه الله - أن الكفر لايدخل ضمن االمحبوبات بل يدخل ضمن المشيئة (وهو التفريق بين الإرادة الكونية فهى تطابق المشيئة وبين الإرادة الدينية وهى تطابق المحبة) إذن الكلمة غير صحيحة (ان هذا محبوب الى الله من وجه مكروه اليه من وجه أخر) والإرادة لاتستلزم المحبة ... فإذا أراد الله شىء لايلزم أن يكون يحبه ولكن أراده لحكمة.

ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 03 - 06, 04:20 م]ـ

الحمد لله

نجيب أبو عبد الرحمن

صلاح الدين أصلحنا الله وإياك هل تعلم ........

الأخ نجيب أبو عبد الرحمن

جزاك الله خيرا ورزقني الله وإياك حسن مخاطبة الآخرين سيما أهل هذا المنتدى الطيب.

نعم أخي ـ بارك الله فيك ـ أعلمُ ـ فهذا من الأمور العقدية ـ أن الإرادة منها كونية قدرية، وإرادة شرعية.

*فقد قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح العقيدة الواسطية (صـ47):

وقوله:" خيره وشره": أما وصف الفدر بالخير؛ فالأمر فيه ظاهر.

وأما وصف القدر بالشر؛ فالمراد به شر المقدور لا شر القدر الذي هو فعل الله؛ فإن فعل الله عز وجل ليس فيه شر، كل أفعاله خير وحكمة، لكن الشر في مفعولاته ومقدوراته؛ فالشر هنا باعتبار المقدور والمفعول، أما باعتبار الفعل؛ فلا، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:

" والشر ليس إليك " ...............

وعلى هذا يجب أن نعرف أن الشر الذي وُصِفَ به القدر إنما هو باعتبار المقدورات والمفعولات، لا باعتبار التقدير الذي هو تقدير الله وفعله ....

أما بالنسبة للأمور الكونية القدرية؛ فهناك شيء يكون شراً باعتباره مقدورا، كالمرض مثلا؛ ...

فالحاصل أننا نقول:

اولا:

الشر الذي وصف به القدر هو شر بالنسبة لمقدور الله، أما تقدير الله؛ فكله خير، والدليل قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" والشر ليس إليك ".

ثانياً: أن الشر الذي في المقدور ليس شرا محضا، بل هذا الشر قد ينتج عليه أمور هي خير، فتكون الشرِّيَّة بالنسبة إليه أمراً إضافياً.اهـ.

ويراجع قول أبو العز الحنفي في شرحه للععقيدة الطحاوية (صـ516).

أثابكم الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير