تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:23 م]ـ

لا يفوتني قبل الابتداء في الرد أن اعتذر الاخوة القراء وخصوصاً طلاب العلم منهم عن عدة أمور.

الأول: عدم الاهتمام بالأسلوب الحديث المتقن في الكتابة والذي التزمته فيما كتبته إلا هذا الكتاب وأعني هنا نقل أقوال العلماء بلفظها ونسبتها إليهم وبيان الموضع بالجزء والصفحة والتخريج المستفيض ونحو ذلك والأسباب كثيرة:

(1) أن الرجوع إلى مصادر ما ذكرته ميسر لدى طلاب العلم جدا، وأما غيرهم فاهتمامهم بهذا الجانب ضئيل.

(2) أن الأصل في هذا الكتاب أنه لغير المتخصصين في العلم الشرعي وهذا يقتضي مني الاعتماد على الأسلوب الإنشائي السهل أكثر من النقول والإرجاع إلى المصادر والإكثار من ذكر الأسماء ولذا فإني أحاول تلخيص الفائدة ليسهل تناولها.

(3) أن معظم ما يذكره أصحاب هذه الأفكار اعتمدوا فيه على فهمهم الخاص الذي لم يسبقهم أحد فيه ولذا فكان أكثر الرد محاجة من قبل نفسي استناداً إلى الأدلة وبياناً بالحجة.

(4) أن أكثر الأقوال المردود عليها سخافات والرد عليها أيسر من تضييع الأوقات في البحث عن كونها موجودة في كتب متقدمة أم لا بل إن العقل السليم يتبين مباشرة عدم صحتها ويمجها لأول وهلة.

الثالث: العجلة في الرد والمستوى العلمي المحدود وذلك لأنني حاولت توفير الوقت في شئ ينفع المسلمين وحاولت قدر استطاعتي على هذه العجلة دحض هذه الأباطيل فأرجو أن أكون قدمت بعض الشيء لدفع صولة الباطل.

ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:25 م]ـ

الفصل الأول: ما يتعلق بطهارة جزيرة العرب من الشرك

الشبهة الأولى: إذا قيل لك إن الجزيرة العربية لا يمكن بحال من الأحوال أن يقع فيها شرك والدليل على ذلك أن رسول الله ص أخبر بأنه لا يجتمع دينان في جزيرة العرب وقال: إن الشيطان أيس أن يعبد في جزيرتكم وقال: اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد وهذا دعاء النبي ص ودعاؤه مستجاب فما تقول؟

الجواب: أما احتجاجك بحديث لا يجتمع دينان في جزيرة العرب فهو من أغرب الاحتجاجات لأنك قلت إنه إخبار من الرسول ص وليس الأمر كذلك بل هذه وصية منه ص للصحابة والأمة من بعدهم أن لا يبقوا دينين في جزيرة العرب، وقد أوصى بذلك عند وفاته ومن المعلوم لدى صغار المثقفين أنه ص توفي وفي جزيرة العرب دينان وبقي الحال كذلك حتى أجلى عمر اليهود وذلك لانشغال أبي بكر الصديق في حروب الردة عن تنفيذ ذلك الأمر.

وأما احتجاجك بحديث إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرتكم فلفظه الذي في الصحيح (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) والفارق واضح بين اللفظين فإن كلمة "المصلون " هنا تعني من أسلم في ذلك الوقت من الصحابة وقال بعض أهل العلم: أي المصلون جميعهم، ومعناه عدم إجماع أهل الجزيرة من المسلمين على ذلك، وبين النبي ص أن الشيطان سيحاول التحريش بينهم ووقع ذلك فعلاً بين الصحابة فكان من المعجزات النبوية ثم إن النبي ص لم يقل إن الشيطان لن يعبد في جزيرة العرب وإنما قال أيس أن يعبد وإياس الشيطان قد وقع فعلاً لما رآه من انتشار نور التوحيد وجلاء ظلمة الشرك فما كان يتوقع أن يعود له سلطانه مرة أخرى لأنه لا يعلم الغيب فلا جرم أن يقع ما يئس منه إبليس لعنه الله مرة أخرى وهذا واضح جداً ولذا فالحديث لا يعني أن الشيطان لن يعبد في الجزيرة كما فهمت فإنه مما يعرفه القاصي والداني أن أكثر جزيرة العرب ارتد بعد وفاته ص وعبد الشيطان الآلاف من جزيرة العرب وقتلهم أبو بكر الصديق في إجماع من الصحابة شر قتلة بل إن من الأخبار النبوية التي أوحى بها الله إلى نبيه وخرجت في الصحيحين أنه لن تقوم الساعة حتى تضرب إليات نساء دوس حول ذي الخصلة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية وذو الخصلة هذه كانت في جزيرة العرب وأرسل لها الرسول ص من يهدمها وستعود قبل قيام الساعة كما أخبر. وفي الصحيحين أنه لن تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله وفي لفظ لأحمد حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله وجزيرة العرب من الأرض وفي حديث الدجال في الصحيح أن المدينة سترتجف ثلاث رجفات فيخرج إليها كل منافق ومنافقة وهذا في المدينة المنورة. وثبت في صحيح مسلم قوله ص (لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى) فهذه كلها أخبار صحيحة تثبت خطأ هذا الفهم والحمد لله رب العالمين

وأما احتجاجك بقوله ص اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد وقولك ودعاؤه مستجاب فالرد عليه

بأن دعاء النبي ص مستجاب بمعنى أن دعوته لا ترد فإما تحقق وإما تدخر له يوم القيامة وإما تزيده شرفاً وعلواً أما بمعنى التحقق فلا يصح ذلك وقد دعا النبي ص بدعوات فتحققت ودعا بدعوات فلم تتحقق وليس له إلا دعوة واحدة وعده الله بالاستجابة فيها كباقي الأنبياء استجابة تحقق فقال (لكل نبي دعوة مستجابة وإني اختبأت دعوتي لأمتي يوم القيامة) وقد دعا النبي ص ربه أن لا يجعل بأس أمته بنيهم فأبى وهو في الصحيح ودعا بالمغفرة للمنافقين فرد الله عليه (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) ودعا بدعوات لم يقصدها وإنما كانت بسبب بشريته فلم يستجب له فيها بل أتت بعكس ما يدعو به وذلك لقوله: إني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهوراً وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة) واستغفر للمسلمين والمسلمات ومن المعلوم أن منهم من سيدخل النار بسبب ذنوبه.

أما القول بأن الله تعالى استجاب له في قوله اللهم لا تجعل قبري … الخ استجابة تحقق في الدنيا فقد ذهب إلى ذلك شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم وذلك لكونه لم يتخذ مسجداً ولا يستطيع أحد أن يتوصل إليه بل هو محاط بالجدران وسيأتي مزيد بيان ذلك في آخر الكتاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير