كما نص أهل العلم على أن الطواف بالقبور تارة يكون شركاً أكبر وتارة يكون بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك الأكبر على تفصيل معروف في كتب الاعتقاد، ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت لحماية جناب التوحيد وسد كل طريق يوصل إلى الشرك أو البدعة، ولكن البعض - هداه الله - يأبى إلا المخالفة والمجازفة, ليكون من الإشراك والابتداع على شفه!!
- ختاماً .. وعوداً على بدء، لقد علق الإمام ابن القيم في البدائع 3/ 207 على حكاية الرجل مع ربيعة عالم المدينة المذكورة في صدر المقالة، فقال: قال بعض العلماء: فكيف لو رأى ربيعة زماننا وإقدام من لا علم عنده على الفتيا وتوثبه عليها ومد باع التكلف إليه؟! وصدق من قال:
يمدون للإفتاء باعاً قصيرة ... وأكثرهم عند الفتاوى كذلك
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 06, 05:11 م]ـ
عموما هو حاول أن يتهرب من المواجهة في جريدة الرأي العام ولكنه ما أحسن التهرب فزعم أن الطواف حول القبور ليس شركا في حال من الأحوال
لم يقله بهذا اللفظ وإنما هو ظاهر كلامه والمفهوم منه
وهذه تكملة لرد الشيخ بسام السابق كتبه في عدد الفرقان الأخير الصادر أمس:
تصريحات العميد السابق .. هل هي تمهيد لإحياء الفكر الصوفي في الكويت؟
د. بسام الشطي
قد أشرنا في العدد السابق إلى أن تصريحات العميد السابق لكلية الشريعة كانت تحاول الدفاع عن الفكر الصوفي بقصد كانت أم بغير قصد، وقد كانت محاولة منه لتبرير بعض الأفعال الشركية كالطواف حول القبور مع إقراره ببدعية هذا العمل، بالإضافة إلى مدحه للصوفية وافتخاره بأنه يدرس كتاب الحكم العطائية الذي وصفه بعض العلماء أنه يدعو إلى وحدة الوجود وغيرها من الأفكار المغالية في التصوف، وسنوضح في هذه الحلقة حقيقة ابن عربي صاحب كتاب "فصوص الحكم" وماذا قال عنه العلماء وعن كتبه، وسنوضح أيضا ماهية كتاب الحكم العطائية، بالإضافة إلى أقوال العلماء في بيع مثل هذه الكتب - المليئة بالعقائد الفاسدة والانحرافات البدعية - أو اقتنائها.
حقيقة ابن عربي
يقول الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء: ((ابن العربي صاحب التواليف الكثيرة محيي الدين أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي الحاتمي المرسي ابن العربي نزيل دمشق. ذكر أنه سمع من ابن بشكوال وابن صاف، وسمع بمكة من زاهر بن رستم وبدمشق من ابن الحرستاني، وببغداد وسكن الروم مدة وكان ذكيا كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد وسافر وتجرد واتهم وأنجد وعمل الخلوات وعلق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر, نسأل الله العفو والنجاة فواغوثاه بالله وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات، وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول عن ابن العربي شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا، قلت: إن كان محيي الدين رجع عن مقالاته تلك قبل الموت فقد فاز وما ذلك على الله بعزيز. توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وقد أوردت عنه في التاريخ الكبير وله شعر رائق وعلم واسع وذهن وقاد ولا ريب أن كثيرا من عباراته له تأويل إلا كتاب الفصوص، وقرأت بخط ابن رافع أنه رأى بخط فتح الدين اليعمري أنه سمع ابن دقيق العيد يقول: سمعت الشيخ عز الدين وجرى ذكر ابن العربي الطائي فقال هو شيخ سوء مقبوح كذاب)). السير 23/ 48
من أقواله
قال: ((فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبشرة أريتها في العشر الآخر من محرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق، وبيده صلى الله عليه وسلم كتاب، فقال لي: هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به، فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا كما أُمرنا. فحققت الأمنية وأخلصت النية وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان)).
¥