إن القسم الأول من هذا الكلام حديث صحيح، والقسم الثاني وحدة وجود، فصار المعنى: كان الله ولا شيء معه، والآن هو لا شيء معه! أي أن الله والكون واحد!
ويقول ناهياً عن دعاء الله تعالى:
1 - سؤالك منه اتهام له
ويستدل ابن عطاء على ذلك بحديث باطل على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام: حسبي من سؤاله علمه بحالي، وهو مخالف للآيات والأحاديث الكثيرة التي تحض على دعاء الله كقوله تعالى: ((إن الذين يستكبرون عن عبادتي)) أي عن دعائي ((سيدخلون جهنم داخرين)) وقوله سبحانه: ((ادعوني أستجب لكم)).
2 - من عبده لشيء يرجوه منه، أو ليدفع عنه ورود العقوبة منه، فما قام بحق أوصافه.
هذا الكلام هو كقول رابعة العدوية المنحرف: " ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا رغبة في جنتك، ولكني عبدتك لأنك أهل للعبادة " وهذا مخالف لعبادة الملائكة الذين يخافون ربهم من فوقهم، وعبادة الأنبياء الذين يعبدون الله سبحانه رغباً ورهباً!.
حرمة بيع الكتب البدعية
وقد ذكر كثير من العلماء عن حرمة بيع كتب الحلاج وابن عربي وأشباههما من الصوفيين واتلافها، وقد نقل الشيخ مشهور حسن سلمان في كتابه القيم " كتب حذر منها العلماء " أقوال العلماء في حكم كتب أهل البدع والضلال ننقل منه ما يلي:
أورد الملك المؤيد إسماعيل أبوالفداء في كتابه "أخبار البشر" 4/ 79 ما نصه:
((لما دخلت سنة سبعمئة وأربع وأربعين، وفيها مزَّقنا كتاب "فصوص الحكم" بالمدرسة العصفورية بحلب، عقب الدرس وغسلناه، وهو من تصانيف محيي الدين بن عربي تنبيهاً على تحريم قنيته ومطالعته)).
نقل الشوكاني في " الصوارم الحداد .. " ص68 عن جماعةٍ أنهم قالوا في مثل هذه الكتب المحذر منها - منهم: البلقيني، وابن حجر، ومحمد ابن عرفة، وابن خلدون - ما نصه:
((حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نُسخها بأيدي الناس مثل: " الفصوص "، و "الفتوحات " لابن عربي، و" البد " لابن سبعين، و "خلع النعلين " لابن قسي، و " على اليقين " لابن برخان، وما أجدر الكثير من شعر ابن الفارض والعفيف التلمساني وأمثالهما أن يلحق بهذه الكتب، وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض، فالحُكْم في هذه الكتب كلها وأمثالها إذهاب أعيانها متى وجدت بالحريق بالنار والغسل بالماء ... إلى آخر ما أجاب به)).
قال المروذي: قلت لأحمد: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة، ترى أن أخرقه أو أحرقه؟ قال: نعم، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر كتاباً اكتتبه من التوراة، وأعجبه موافقته للقرآن، فتمعر وجه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ذهب به عمر إلى التنور، فألقاه فيه.
فكيف لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما صنف بعده من الكتب التي يعارض بها ما في القرآن والسنة؟ والله المستعان، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من كتب عنه شيئاً غير القرآن أن يمحوه، ثم أذن في كتابة سنته، ولم يأذن في غير ذلك.
وكل هذه الكتب المتضمنة لمخالفة السنة غير مأذون فيها، بل مأذون في محقها وإتلافها، وما على الأمة أضر منها.
ذكر ابن عبدالبر في "جامع بيان العلم " 2/ 117 بسنده إلى ابن خويزمنداد، قال في " كتاب الإجارات " من كتابه في الخلاف: ((قال مالك: لا تجوز الإجارات في شيء من كتب الأهواء والبدع والتنجيم، وذكر كتباً، ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم، وتفسخ الإجارة في ذلك، قال: وكذلك كتاب القضاء بالنجوم وعزائم الجن وما أشبه ذلك)).
إحياء الفكر الصوفي
والمطلوب من الجميع أن يحاربوا كل ما يخدش عقيدة المسلم، مع العلم بأنه يدعي أنه متمسك بالكتاب والسنة، وأن جميع الفرق مازالت تدعي أنها تعتمد على الكتاب والسنة، وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك، ولكن الفرق بين أهل السنة والجماعة، وأهل الفرقة والابتداع هو أن أهل السنة والجماعة يلتزمون بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين، بينما غيرهم يفسرون الكتاب والسنة على أهوائهم، فهل نعي الفرق ونعود إلى المنبع الصافي كما كان عليه الرسول وأصحابه، ونبتعد عن استيراد الأفكار البدعية الدخيلة التي تحررت منها مجتمعاتنا منذ زمان بعيد، والتي أصبحت اليوم مطلب العلمانيين الجدد ومن يساندهم من الغربيين، بقصد تفريغ الإسلام من مضمونه حيث إن مراكز الأبحاث في الغرب بدأت توصي بدعم الحركات الصوفية، ومحاربة الدعوة السلفية، وقد رأينا في الآونة الأخيرة زيادة نشاطات أصحاب الفكر الصوفي في الغرب بينما يضيق الخناق على الدعاة الآخرين، وعليه فإننا نتساءل من هذه التصريحات الأخيرة وتمجيد الصوفية: هل هو تمهيد لإحياء الفكر الصوفي في الكويت الذي تحرر منه الشعب الكويتي بعد أن عرف انحرافاته وبعده عن الإسلام الصافي.
((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)).
¥