فالاصل الاول هو التوحيد ونفي الشرك ووسائله, والثاني المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ونفي الابتداع في الدين, فانه اول ما نشأ الشرك وعبادة غير الله كان السبب هو تعظيم القبور، قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه لابي الهياج الاسدي: (الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله الا ادع تمثالا الا طمسته ولاقبرا مشرفا الا سويته) اخرجه مسلم.
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - امر عليا ان يمحو الشرك ويزيل معالمه وهو طمس التماثيل وان يمحو اصله الذي ينشأ منه وهو القبر, فأمره بتسويته ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ن اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله) رواه البخاري ومسلم.
فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد في احاديث كثيرة، وفي هذا حسم لمادة الشرك ووسائله المفضية اليه.
قال تعالى: ((وقالوا لا تذرن آلهتم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد اضلوا كثيراً)). قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ان هؤلاء كانوا قوماً صالحين من قوم نوح فلما ماتوا صورهم ثم عكفوا على قبورهم ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت) رواه البخاري، وهذا كان اول اسباب الشرك في قوم نوح وعبادة الاوثان في الناس بسبب تعظيمهم قبور الصالحين.
الوقفة الثالثة: تلبيس الحق بالباطل
لبس الدكتور على الناس الحق بالباطل حيث قال في جريدة الرأي العام: «وكذلك من يطوف بالملعب سبعة اشواط هل يقول عنه احد انه يعبد الملعب»؟
يا دكتور محمد ما علاقة الطواف حول الملعب في مسألة الطواف حول القبر؟ من يطوف حول الملعب يريد بذلك تقوية جسمه، ومن سار ومشى على الطريق المعبد المخصص للرياضة لا نقول انه سعى كسعي الحج. وهذا لا يختلف عليه عاقلان، ولكن الذي يطوف حول القبر ماذا يريد من وراء ذلك؟ هل ترى انه طواف مجرد من نية؟! من يفعل ذلك فهو مجنون مرفوع عنه القلم، اذ لا يوجد رجل يطوف حول القبر من غير نية؟ او ترى انه يطوف حول القبر من باب تقوية جسمه؟ والعجيب ان الدكتور محمد عبدالغفار لا اعلم هل هو يجهل او يتجاهل ما يقوم به اهل القبور من الشرك والذبح والنذر والدعاء وانواع البدع والتعظيم للمقبور وغير ذلك من انواع العبادات؟
ان كنت تدري فتلك مصيبة .. وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم
الوقفة الرابعة: عدم تمييزه بين القياس الصحيح والقياس الباطل
قال الدكتور محمد عبدالغفار الشريف في برنامج الحياة عبادة: «اذا كان الطواف عبادة - حول القبر - اللي يطوف حول الكعبة يعني يعبد الكعبة هذا المفروض، لما يطوف حول القبر يعبد القبر اذ اللي يطوف حول الكعبة يعبد الكعبة، يقولون هذا مشروع وهذا غير مشروع».
قلت: اللهم نعم يا دكتور نقول هذا مشروع وهذا غيرمشروع، يا من ترى مشروعية الطواف حول القبور وتشنع على من يقول انه غير مشروع وشبهتك وقياسك الفاسد هو هباء وسراب ولله الحمد في اعين الناظرين التي لم تكن فيها رمداً، والمصيبة ان العين الحولاء هي التي ترى الشيء في غير وضعه الصحيح، اما قياس طواف القبر على طواف الكعبة فهذا قياس فاسد والفرق بينهما ظاهر لمن له بصيرة او القى السمع وهو شهيد, فشتان بين من يطوف حول البيت العتيق الذي امر الله عز وجل عباده به، قال تعالى: ((وليطوفوا بالبيت العتيق)) وبين من يطوف حول القبر.
ومما يؤكد فساد هذا النوع من القياس ان لو جارينا الدكتور على هذا فقد يقول قائل، التوجه الى القبر بالسجود جائز وليس عبادة له لان التوجه الى الكعبة بالسجود ليس عبادة للكعبة، وكذلك اذا توجه بالسجود الى ولي او رجل صالح او شيخ فإنه على قياسك الفاسد يجوز وليس عبادة، فما علمت احداً من علماء المسلمين قاله، وهذا من افسد القياس.
الوقفة الخامسة: التدليس في النقل
نقل الدكتور محمد عبدالغفار في الرأي العام عن ابن تيمية قوله: (ومن اعتقد ان الطواف بغيرها - اي الكعبة - مشروع فهو شر ممن يعتقد جواز الصلاة الى غير الكعبة) ثم علق الدكتور على كلمة (شر) بقوله: (ولم يقل - ابن تيمية - انه مشرك او انه يعبد من في القبر).
¥