تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا أمر والأمر الثاني هو قوله باختلاف العلماء في الطواف على القبور بين الحرمة والكراهة، غفلة عظيمة، وخطأ جسيم، إذ تحريم الطواف بغير الكعبة عموماً وبالقبور خصوصاً، مع ما يدل على تحريمه في الشرع، أمر متفق عليه بين العلماء بلا خلاف بينهم، وقد نقل غير واحد من أهل العلم الاتفاق على ذلك، منهم العز بن جماعة في هداية السالك (3/ 1391) حيث قال: (لا يجوز أن يطاف بقبره صلى الله عليه وسلم، ولا ببناءٍ غير الكعبة الشريفة بالاتفاق) وكذا النووي في المجموع (8/ 257): (لا يجوز أن يطاف بقبره صلى الله عليه وسلم .. إلى قوله: هذا هو الصواب الذي عليه العلماء وأطبقوا عليه، ولا يغتر بمخالفة كثير من العوام وفعلهم ذلك، فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بالأحاديث الصحيحة وأقوال العلماء، ولا يلتفت إلى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم)، فإذا كان هذا الاتفاق في الطواف بقبر نبينا صلى الله عليه وسلم فكيف بقبر من هو دونه! وقال ابن النجار الحنبلي في منتهى الإرادات: (بل يحرم الطواف بغير البيت العتيق اتفاقاً) هذا أمر.

والأمر الثالث والأهم أن الحجة في الكتاب والسنة والمرد إليهما عند التنازع لا إلى أقوال العلماء كما قال تعالى: ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) , وأقوال العلماء يحتج لها ولا يحتج بها.

- فتح باب الوثنية

لعل من أخطر أقوال الدكتور - هداه الله - قوله: (فهل يمتنع أن يخلق الله مثل تلك القدرات للأموات، وهو الذي خلق قدرة النطق والإرادة للجماد كما في حنين الجذع)، وهذا عند التأمل يفتح باب الوثنية على مصراعيه؛ إذ يلزم بناء على كلامه، أن تقبل دعوى من يدعي علم الغيب، وإحياء الموتى، بدعوى أنه لا يمتنع على الله ذلك، وآخر يدعى نفع الشجر والحجر في قضاء حاجات الناس بدعوى أن الله قادر على ذلك حيث أنطق الجماد، وهكذا حتى يكون كل من أراد أن يعبد شيئاً إنساً أو حجراً أو شجراً فله ذلك، بدعوى الدكتور أنه لا يمتنع على الله ذلك وهو القادر على كل شيء فإن قال الدكتور: لا، لا، أبداً لا يجوز طلب الحاجات من الشجر والحجر والجن والملائكة؛ لأن الله نهانا عن ذلك وحكم بكفر من فعله، فنقول كذلك في دعاء الأموات والاستغاثة بهم وسؤالهم الحاجات قد نهانا الله عنه وبين بأنهم لا يسمعون، ولا يجيبون وبأن هذا كفر وشرك قال تعالى: ((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم)) فانظر كيف سمى الله دعاء الأموات شركا، وقال ((ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين))، فسمى الله دعاء الأموات عبادة لهم، و "من" كما هو معلوم للعاقل، مما يبين بأن الآية فيمن دعا الأنبياء والأولياء والجن والملائكة.

ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 03:39 م]ـ

#45 02 - 05 - 06, 01:22 PM

أبو عبدالله الأثري

عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005

مكان الإقامة: الكويت

المشاركات: 984


وهذا رد كتبه الشيخ يوسف المنديل في جريدة الوطن

أخذوا يمجدون الأشخاص ويذكرون مآثرهم ومالهم من أخلاق ومكانة
الدكتور محمد عبدالغفار الشريف

كتب: يوسف أحمد المنديل

عن عائشة وعبدالله بن عباس رضي الله عنهما قالا: لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد) يحذر مما صنعوا ...

قال القرطبي: ولهذا بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأعلوا حيطان تربته وسدوا المداخل اليها وجعلوها محدقة بقبره صلى الله عليه وسلم ثم خافوا ان يتخذ موضع قبره قبلة, اذ كان مستقبل المصلين, فتصور الصلاة اليه بصورة العبادة, فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال حتى لا يمكنوا احدا من استقبال قبره. اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير