ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 05:49 م]ـ
لابن الجزري كلام عن الرسم العثماني وأسراره التي تفوق فيها الصحابة، وضرب بعض الأمثلة فليراجع من كتابه النشر في القراءات العشر.
ها أنذا أنقل كلامه من المقدمة في معرض حديثه عن الشرط الثاني من شروط ثبوت القراءة موافقة الرسم العثماني
(قلنا ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتاً في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر (قالوا اتخذ الله ولداً) في البقرة بغير واو (وبالزبر وبالكتاب المنير) بزيادة الباء في الاسمين ونحو ذلك فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي وكقراءة ابن كثير (جنات تجري من تحتها الأنهار) في الموضع الأخير من سورة براءة بزيادة من فإن ذلك ثابت في المصحف المكى وكذلك (فإن الله هو الغني الحميد)
في سورة الحديد بحذف هو وكذا (سارعوا) بحذف الواو وكذا (منها منقلباً) بالتثنية في الكهف إلى غير ذلك من مواضع كثيرة في القرآن اختلفت المصاحف فيها فوردت القراءة عن أئمة تلك الأمصار على موافقة مصحفهم فلو لم يكن ذلك كذلك في شيء من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم المجمع عليه
(وقولنا) بعد ذلك ولو احتمالاً نعنى به ما يوافق الرسم ولو تقديراً إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقاً وهو الموافقة الصريحة قد تكون تقديراً وهو الموافقة احتمالاً فإنه قد خولف صريح الرسم في مواضع إجماعاً نحو (السموات والصلحات واليل والصلوة والزكوة والربوا) ونحو (لنظر كيف تعملون) وجيء في الموضعين حيث كتب بنون واحدة وبألف بعد الجيم في بعض المصاحف،
وقد توافق بعض القراءات الرسم تحقيقاً ويوافقه بعضها تقديرا نحو (ملك يوم الدين) فإنه كتب بغير ألف في جميع المصاحف فقراءة الحذف تحتمله تخفيفاً كما كتب (ملك الناس) وقراءة الألف محتملة تقديراً كما كتب (مالك الملك) فتكون الألف حذفت اختصاراً
وكذلك (النشأة) حيث كتبت بالألف وافقت قراءة المد تحقيقاً ووافقت قراءة القصر تقديراً إذ يحتمل أن تكون الألف صورة الهمزة على غير القياس كما كتب (موئلا) وقد توافق اختلافات القراءات الرسم تحقيقاً نحو (أنصار الله، ونادته الملائكة، ويغفر لكم، ويعملون، وهيت لك) ونحو ذلك مما يدل تجرده عن النقط والشكل وحذفه وإثباته على فضل عظيم للصحابة رضي الله عنهم في علم الهجاء خاصة وفهم ثاقب في تحقيق كل علم، فسبحان من أعطاهم وفضلهم على سائر هذه الأمة
(ولله در الإمام الشافعي رضي الله عنه) حيث يقول في وصفهم في رسالته التي رواها عنه الزعفراني ما هذا نصه: وقد أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم فرحمهم الله وهنأهم بما أثابهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، أدوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاماً وخاصاً وعزماً وإرشاداً وعرفوا من سننه ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا.
(قلت) فانظر كيف كتبوا (الصراط والمصيطرون) بالصاد بالمبدلة من السين وعدلوا عن السين التي هي الأصل لتكون قراءة السين وإن خالفت الرسم من وجه قد أتت على الأصل فيعتدلان وتكون قراءة الإشمام محتملة ولو كتب ذلك بالسين على الأصل لفات ذلك وعدت قراءة غير السين مخالفة للرسم والأصل، ولذلك كان الخلاف في المشهور في (بسطة) الأعراف دون (بسطة) البقرة لكون حرف البقرة كتب بالسين وحرف الأعراف بالصاد، على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء (تسئلنى) في الكهف وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من (بضين) ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته)
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 10:01 م]ـ
أخي الكريم، ارجع إلى ما ذكرت من مراجع في مشاركتي الأولى في هذا الموضوع، ثم ائتنا نتناقش.
قرأت الكتاب .. وأنصح الجميع بقراءته ..
رحم الله والدينا ووالديكم
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[19 - 09 - 10, 07:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد كتب الناس القرآن منذ عهد الصحابة إلى هذه الثانية كما كتب في المصحف الإمام، فهل نأتي بعد كل أولائك ثم نبتدع؟! وأما الادعاء بأن الرسم العثماني صعب أو أنه السبب في أكثر الأخطاء في القراءة، فهراء لا حظ له من الواقع، بل بالعكس، الرسم العثماني يساعد على القراءة الصحيحة. فلو أنا كتبنا (رحمت) (رحمة) في كل المواضع كما يقرر ذلك قواعد الإملاء الحديث، فكيف يعرف العامة مواضع الوقوف بالتاء؟ وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه موعظة تذرف منها العيون فقال (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وها هو ذا عثمان رضى الله عنه أمر بحرق بعض مصاحف الثقات العدول من حفظة القرآن وعلمائه، لأنها خالفت الرسم العثماني المجمع على صحته، إذا علينا بسنته! ثم ما الذي يغيظك كل هذا الغيظ في كون القرآن كتب هكذا؛ ألا تستطيع القراءة منه؟ إذا دعه كما هو، على الأقل احتراما للصحابة، واتقاء للفتنة والشبهات. وجزاك الله خيرا.
¥