تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سادسا: عبدالغفار افتقد توازنه واضاع البوصلة

د. محمد عبدالغفار يبدو ان رد العلامة صالح الفوزان وقع عليه كالصاعقة فأفقده توازنه، واضاع بسببه البوصلة، ام انه هو كذلك عنده هذا الخلل الكبير في العقيدة والتوحيد .. فقد أبان د. محمد عبدالغفار عن نقص علمه في طروحاته وردوده لدرجة انه اراد التسوية بين المختلفين المفترقين، فصار يشكك في حكم الطواف بالقبور بمحاولة تسويته بمن يأتي اعضاء مجلس الامة لانجاز معاملاته الدنيوية في اروقة الوزارات فقال 'ما رأيكم بمن يسعى بين بيوت النواب والمسؤولين رغبة ورهبة وخوفا ورجاء هل هو مشرك فالدكتور محمد عبدالغفار يبدو انه لا يميز بين العبادات والمعاملات، فإتيان اعضاء مجلس الامة من باب المعاملات يا دكتور فهي معاملات دنيوية محضة، اما الطواف فإنه عبادة يا دكتور لا تكون الا بالكعبة، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (5/ 413) عند قوله تعالى 'وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ان لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) (الحج: 6): 'فالطائف به معروف، وهو اخص العبادات عند البيت، فإنه لا يفعل ببقعة من الارض سواها'، فتأمل كلام شيخ المفسرين جيدا، وهو قوله 'فإنه لا يفعل ببقعة من الارض سواها'.

سابعا: تهويل مفضوح

بعد ان بينا فساد اعتراضه على فتيا العلامة الفوزان بمحاولة تشبيهه الطواف بالقبور بإتيان الناس لأعضاء مجلس الامة، أبين تهويله المفضوح في محاولة التأليب على فتوى العلامة الفوزان، فقد قال د. عبدالغفار 'ما رأيكم بمن يسعى بين بيوت النواب والمسؤولين رغبة ورهبة وحبا وخوفا ورجاء هل هو مشرك'، فتأمل ما اراد ان يلصق به العلامة الفوزان من قوله 'مشرك' ليؤجج المشاعر على العلامة الفوزان ويوهم بأسلوب ماكر بأنه ممن يكفر المسلمين، والعلامة الفوزان سلك طريقة الشرع في فتياه، واستعمل الفاظ الكتاب والسنة، فوصف العمل 'بالشرك' لمن تقرب بطوافه للميت ولم يقل ان فاعل ذلك 'مشرك'، وهذا نص فتياه ارجو ان يقرأها الجميع بتجرد حيث قال سماحة العلامة الفوزان حفظه الله 'الطواف حول الكعبة عبادة لله امر بها، وليست عبادة للبيت، واما الطواف بالقبر: فان قصد به عبادة الله فهو بدعة لان الله لم يأمر به، وهو وسيلة من وسائل الشرك، فما ذكره هذا القائل باطل، وان كان المقصود بالطواف حول القبر التقرب الى الميت فهو شرك اكبر'.

فالعلامة الفوزان قال 'شرك' ولم يقل عن فاعله 'مشرك' فهو عالم يعرف كيف يحترز في جوابه، خلافا للدكتور عبدالغفار حيث قال 'مشرك'!

فليس كل من وقعت منه هذه الامور العظيمة يحكم بكفره، فهناك فرق بين وصف العمل بالشرك او الكفر، ووصف العامل، فقد يكون العامل متأولا او ملبسا عليه جاهلا.

قال والدنا العلامة محمد الصالح العثيمين رحمه الله: 'وبناء على هذا يتبين حال كثيرمن المسلمين في بعض الاقطار الاسلامية، الذين يستغيثون بالاموات، وهم لا يعلمون ان هذا حرام، بل قد لبس عليهم ان هذا مما يقرب الى الله، وان هذا امر الله، وهم مقتفون للاسلام، وغيورون عليه، ويعتقدون ان ما يفعلونه من الاسلام، ولم يأت احد ينبههم، فهؤلاء معذورون لا يؤاخذون مؤاخذة المعاند الذي قال له العلماء هذا شرك، فيقول: هذا ما وجدت عليه آبائي واجدادي، فإن حكم هذا الاخير حكم من قال الله تعالى فيهم 'إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون' الشرح الممتع (6/ 194).

واننا لنلحظ سعي اهل البدع في رد السنن، والاحكام الشرعية بدعوى محاربة التطرف، حتى انه لم يبق من سعيهم الا ان يقولوا ان من يقول النياحة على الميت كفر هو متطرف، ثم لعلهم ان يقنعوا الولاة بذلك، وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم 'اثنان في امتي هم بهما كفر، النياحة على الميت والطعن في الانساب) فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم 'كفر' ولم يقل فاعله كافر، لانه كفر عملي.

ثامنا: د. عبدالغفار مشكك غير ناصح

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير