تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن دقيق العيد: «يجب ان ينتبه الى دلالة السياق والقرائن الدالة على تخصيص العموم وعلى مراد المتكلم وان السياق والقرائن دالة على مراد المتكلم من كلامه، وهي المرشدة الى بيان المجملات وتعيين المحتملات فاضبط القاعدة فانها مفيدة في مواضع لا تحصى وانظر الى قوله صلى الله عليه وسلم: «ليس من البر الصيام في السفر». ا. هـ كلامه (الاحكام 225/ 2).

ثالثا: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة فاجتمعوا عليه بامامته صلى الله عليه وسلم وهو امام واحد ثم تركه النبي خشية ان يوجب الله عليهم قيام رمضان، فجعله النبي صلى الله عليه وسلم للامة ثم تركت فترة الى ان توفى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، وكذا تركت في عهد ابي بكر وقد انشغل ابوبكر صلى الله عليه وسلم بقتال اهل الردة ومانعي الزكاة، ولما استتب الأمن في الجزيرة في عهد عمر رضي الله عنه انتبه لتلك السنة المهجورة التي تركت في عهد النبي لعلة ما، وقد زالت هذه العلة بوفاته صلى الله عليه وسلم فأراد ان يحيي تلك السنة فأحياها، فأصبحت كأنها أمر جديد وليست كذلك، فشابهت البدعة من هذه الحيثية ولكنها ليست بدعية لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لها.

رابعا:

وهذا كثير في الشريعة الاسلامية ان يسمى الشيء باسم شيء آخر ولا يأخذ حكمه، وانما سمي باسمه لأنه ذريعة له وطريق يوصل اليه او لمشابهته له من بعض الجوانب، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، والفرج يصدق ذلك ويكذبه» رواه مسلم.

ومع هذا لا يقام حد الزنا على من نظر او غازل امرأة بالهاتف او لمسها لأنه ليس بزنا وانما بريد الزنا وطريق اليه. فلا يقال ان من الزنا ما يقام فيه الحد ومنه ما لا يقام فيه الحد. بل الزنا كله يقام فيه الحد لقوله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة).

وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: «ان من البيان لسحرا» رواه البخاري، ومن المعلوم ان السحر المعروف محرم وسحر البيان مباح. فلا يقال ان السحر أنواع منه ما هو مباح، ومنه ما هو محرم. وانما يقال هذا في الألغاز والطرائف.

فكل ما سبق اتت مقيدة مخصصة فكذا في قول عمر رضي الله عنه: «نعم البدعة هذه» كما سمى النبي صلى الله عليه وسلم البيان سحرا، ونظر العين زنا، فليس هو السحر المحرم الوارد في النصوص ولا الزنا الوارد في الحدود. وكذا البدعة ليست الواردة في النصوص. وانما سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ثم هجرت فترة من الزمن ثم احياها عمر رضي الله عنه. وأين هذه من الامر الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وانما امر محدث في الدين يضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليه زيادة في التقرب الى الله تعالى موجبه قديم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله.

10 - شيخ الاسلام ابن تيمية والمولد النبوي:

اولا: اذا تكلم شيخ الاسلام ابن تيمية عن البدع واثرها وذكر من ذلك بدع الايام التي يحتفل بها بعض المسلمين وهي من البدع المحدثة ولا اصل لها في الشريعة وانها مشابهة لليهود والنصارى ثم قال: (615/ 2): «وانما العيد شريعة فما شرعه الله اتبع، والا لم يحدث في الدين ما ليس منه، فجعله من الاحداث في الدين ما ليس منه.

ثم قال (615/ 2): «وكذلك ما يحدثه بعض الناس اما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، واما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا، مع اختلاف الناس في مولده، فان هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع فيه لو كان خيرا، ولو كان خيراً محضاً او راجحاً لكان السف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير احرص» أ هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير