تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فجعل الأجر على محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه لا على الاحتفال بالمولد. واعتبر الاحتفال بالمولد النبوي من البدع التي لا يؤجر الإنسان على فعله، وأن المولد لم يعرف زمنه وانما اختلف فيه، ولم يفعله السلف وهم كانوا على الخير احرص. ثم قال عن هؤلاء المحتفلين بالمولد (161ـ615/ 2): «وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حراصاً على أمثال هذه البدع مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم المثوبة. تجدهم فاترين في امر الرسول صلى الله عليه وسلم عما امروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه او يصلي فيه قليلاً، وبمنزلة من يتخذ المسابيح والسجادات المزخرفة وأمثال هذه الزخارف الظاهرة التي لم تشرع، ويصحبها من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها» أ هـ. فانظر كيف جعل إثم بدعة الاحتفال مع الفتور عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم مفسدة لأجر حسن القصد والمحبة للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع ثم قال مؤكدا (617/ 2): «لما كان في الأعمال السيئة ما يفسد عليها العمل الصالح، نهيت عنه حفظاً للعمل الصالح، فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم، كما قدمته لك انه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد». فجعل حسن القصد ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم هي التي يؤجر فيها اجراً عظيماً، ولكنه فعل القبيح لتحقيق هذه المحبة وهو الاحتفال بالمولد «ما يستقبح من المؤمن المسدد». فهو منهي عنه لدخوله في البدع لذا اعتبره قبيحاً مع حسن قصده. وسبق هذا قوله ان الفعل القبيح والسيىء يفسد العمل الصالح. فأين هذا البيان الواضح من استدلال د. عبدالغفار على حسن الاحتفال بالمولد النبوي.

ثانياً: اما قول شيخ الإسلام ابن تيمية ان من يفعله (له فيه اجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للرسول صلى الله عليه وسلم) فهذا صحيح، ولا يدل على صحة الفعل، وإنما على حسن القصد. كما حصل لعبدالله بن جحش عندما قتل كافرين ليلة الشهر الحرام، فقصده حسن ولكن الفعل كبيرة من الكبائر (قل قتال فيه كبير). وكذا قتل خالد لبني جذيمة او قتل اسامة للكافر الذي شهد الشهادتين قبل قتله، فأنكر النبي صلى عليه وسلم عليه بشدة. فقتله كبيرة ولكن قصده نصر الإسلام ولم يقصد فعل الكبيرة. فله اجر عظيم على قصده. وكذا قول عمر رضي الله عنه لحاطب رضي الله عنه «أنه منافق» فقصده حسن. وقول اسيد بن حضير لسعد بن عبادة في حادثة الإفك «انك منافق تنافح عن المنافقين» كل هولاء العظماء الفضلاء مقاصدهم حسنة ويؤجرون بإذن الله تعالى عليها لأنهم قصدوا نصر الرسلام، ولكن الفعل في ذاته خطأ منكر وكبيرة. ودفعهم للوقوع فيها حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم. فهل يحتج بها على إباحة القتل واتهام المسلم بالكفر والنفاق لحسن مقاصدهم رضي الله عنهم. فالثواب على حسن القصد لا يلزم منه صحة العمل ومشروعيته بل هو كبيرة من الكبائر.

تاريخ النشر: الجمعة 28/ 4/2006

ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:30 م]ـ

#53 06 - 05 - 06, 06:19 PM

أبو عبدالله الأثري

عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005

مكان الإقامة: الكويت

المشاركات: 984


وهذا رد الدكتور حاكم المطيري أنقله من موقعه

تعريف الشريف بحقيقة الدين الحنيف

بقلم د/ حاكم المطيري
الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
قسم التفسير والحديث

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وآله وصحبه أجمعين وبعد:

فقد اطلعت على المقابلة المنشورة في صحيفة الرأي العام يوم الاثنين 20/ 3/2006 مع الدكتور الفاضل محمد عبد الغفار الشريف كما اطلعت على مضمون ما قاله في البرنامج التلفزيوني (الحياة عبادة) والذي قرر فيه بأن الطواف بالقبور ليس بالضرورة شركا ولا عبادة وأنه كالطواف بالبيت الحرام بدعوى أنه كما أن الطواف بالبيت ليس عبادة للبيت كذلك الطواف بالقبر ليس عبادة للقبر!

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير