تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثالثة: اما تسميتك الحسن البصري والفضيل بن عياض ونور الدين محمود زنكي والنووي وغيرهم ممن ذكرت، وعدك لهم من الصوفية، فأقول لك بصوت عال (هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين) فليتك تروي لنا بالاسناد الصحيح عن أحد هؤلاء أنه قال: انا صوفي. فإدخالك لمن شئت من العلماء في الصوفية، بهتان وافتراء، وستسأل عنه يوم القيامة، فأعد للسؤال جوابا، وكل دعوى لا بينة عليها فأصحابها أدعياء، ولا تكون معذورا في ان فلانا او فلانا ذكرهم في الصوفية، فهذا ليس بطريق تثبت به اعتقادات الناس، فضلا عن الأئمة والعلماء.

الرابعة: اما ما نقلته عن الشاطبي رحمه الله، فأقول لك: يا شيخ اتق الله، ولا تلبس على الناس، وكن صادقا في النقل، ودع عنك التدليس، وكن امينا في النقل فان ما نقلته ليس كلام الشاطبي، وانما كلام ابي القاسم القشيري شيخ الصوفية. ولو انك راجعت الاعتصام بنفسك لاتضح لك ذلك، لكن المصيبة ان كثيرا من الصوفية والجهال، انما يعتمدون في عقائدهم، على ما نقله غيرهم، من غير تمحيص ولا اطلاع.

الخامسة: اقول لك ولكل صوفي، هل التصوف وتعاليم التصوف امر جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه أمته، ام امر حدث بعده، فان قلت: امر شرعه النبي صلى الله عليه وسلم فقل اذاً ان النبي صلى الله عليه وسلم صوفي، بل اول الصوفية، وكفى بهذا القول ضلالا، نعوذ بالله من الخذلان، وان قلت: لا انما حدث بعده، فهذا تصريح منك بأنه محدث ليس من طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ولا من اصحابه.

السادسة: اننا لا نعرف اليوم تصوفا خاليا من البدع او الشركيات، بل لا نعرف الا من هم على معتقد من سبق ان ذكرت لك بعض كلامهم واعتقاداتهم، فان كنت تخالفهم، فليتك تصرح بذلك، وتحكم بالضلال على ابن عربي وأبي يزيد البسطامي والدباغ والشعراني والبدوي وغيرهم من أئمة التصوف، وليتك تنكر ما يفعله الصوفية من الاستغاثة بالأموات وتحكم فيه بالكفر والشرك لانه عبادة لغير الله، وتنكر عليهم البناء على القبور واتخاذها مساجد، والرقص والغناء والاعمال الشيطانية من الضرب بالسيف، وبودنا ان نسمع حكمك في الطرق المشهورة كالرفاعية والتيجانية والدسوقية والشاذلية والاحمدية والنقشبندية والبريلوية وغيرها، كل هذا ليتضح لكل قارىء انك انما تقصد تصوفا مخالفا للتصوف الموجود، ولا يخفى عليك ما قاله من يثني عليه اصحابك مثل د. يوسف الشراح وغيره، ويدافعون عنه وهو الصوفي اليمني علي الجفري: من أن النبي صلى الله عليه وسلم يغيث مليون في لحظة واحدة، وان الأولياء يتصرفون في الملكوت، ويدخلون الجنة من شاءوا، وان الولي يخلق الجنين في رحم المرأة وغير ذلك، ولعلي ان احيل القارىء الى شريط «الترحيب بالجفري» للشيخ حسن القاري، فانه يبين للناس ما يخفيه دعاة التصوف من العقائد المنحرفة.

(تقولك على شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب)

قولك: (فالاجماع منعقد بالأدلة والبراهين على القول الراجح بأن الطواف على القبور حرام خلافا لمن قال بأن الطواف حول القبور شرك .. وهو قول ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب).

وهذا فيه افتراء على هؤلاء العلماء الثلاثة، فأين وجدتهم يقولون بأن الطواف بالقبور شرك مطلقاً، فليتك تحيلني الى مواضع كلامهم التي صرحوا فيها بأن الطواف بالقبور شرك أكبر من غير تفصيل. والظن بك انك لم تقرأ لشيخ الاسلام ابن تيمية ولا لابن القيم ولا لمحمد بن عبد الوهاب، وانما تقول ذلك مقلداً لغيرك، والاعتراف بالخطأ خير من التمادي في الباطل، واما هؤلاء الثلاثة فيقولون بأن الطواف بالقبور بدعة منكرة وكبيرة من كبائر الذنوب، وابتداع دين لم يأذن به الله، ووسيلة الى الشرك بالله، هذا فيما اذا طاف متعبداً لله ظاناً ان الطواف بالقبور مما يحبه الله كما يحب ان يطاف بالبيت، واما ان قصد الطائف بالقبر التقرب الى الميت، فهذا شرك اكبر وعبادة لغير الله، اذ الطواف عبادة لله، وفعله لغيره عبادة لذلك الغير، وقلما يسلم منه من يطوف بالقبور. هذا هو قولهم المفصل.

وهذا ما قرره الشيخ الفوزان وابن باز واللجنة الدائمة للافتاء في المملكة العربية السعودية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير