تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن شناعات ابن عربي في هذا الكتاب ما قاله عن ابليس: 'طمع إبليس في الرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء، وطمعه فيها من عين المنة لاطلاقها لأنه علم في نفسه انه موحد، وإنما سماه الله كافرا في قوله تعالى 'وكان من الكافرين' (البقرة: 34) لأنه يستر عن العباد طرق سعادتهم التي جاء بها الشرع في حق كل انسان بما يقدر عليه من ذلك، فقال فيه 'أبى واستكبر وكان من الكافرين' (البقرة: 34) ولم يقل من المشركين لانه يخاف الله رب العالمين، ويعلم ان الله واحد، وقد علم حال مآل الموحدين الى اين يصير، سواء كان توحيده عن ايمان او عن نظر' (الفتوحات المكية: 3/ 371).

فما فائدة هذه الترهات وما الغرض من زعزعة ثوابت الملة، فصبيان اهل السنة يعرفون ان مآل ابليس الى النار وان كفره كفر استكبار، وان ابليس لا يرد على خاطره ولا ذهنه ماورد على ما ادعاه ابن عربي عنه انه يطمع في الجنة ورحمة الله، فقد جاء في صحيح مسلم ان ابن آدم اذا قرأ آية فيها سجدة تلاوة وسجد: انصرف الشيطان يبكي ويقول: أمر ابن ادم بالسجود فسجد فالجنة له، وامرت بالسجود فلم اسجد، فالنار مثوى لي.

بل وقد وجد من كلام ابن عربي في الفتوحات ما يقتضي دخول المنافقين الجنة، وكذلك مشركي قريش، اذ هم في حقيقة قوله موحدون وان اظهروا الشرك لانهم في الشدائد يلجأون الى الله قال ابن عربي معلقا على قوله تعالى 'أمن يجيب المضطر اذا دعاه' (النمل: 62)، 'فلو لم يكن في علمه في حال الرخاء ان حل الشدائد بيد الله خاصة وهذا هو التوحيد، ما اظهر لك الاعتقاد عند الشدائد، فلم يزل المشرك موحدا بشهادة الله في حال الرخاء والشدة، غير ان المشرك في حال الرخاء لا يظهر عليه علم من اعلام التوحيد الذي هو معتقده، فإذا اضطر رجع الى علمه بتوحيد خالقه لم يظهر عليه علم من اعلام الشرك، وكل ذلك في دار التكليف، واكثر علماء الرسوم غائبون عن هذا الفضل الإلهي والكرم، فيعطي هذا الذكر من العلم بكرم الله ما ليس عند احد من خلق الله، ممن ليس له هذا الذكر والدؤوب عليه، ولم اسمع عن احد تحقق به في زماني مثل الشيخ ابي مدين بيجاية رحمه الله، واذا اجتمع في دار التكليف في الشخص ظهور التوحيد في وقت، وظهور الشرك في وقت، مع استصحاب التوحيد في الباطن مع وجوده في اصل الفطرة والرجوع اليه في المآل في حال الاحتضار قبل الخروج من الدنيا فكان زمانه اكثر من زمان الشرك، فلو قابلنا الامر بالزمان بينهما لكان زمان التوحيد غالبا بالفطرة والاستصحاب في الباطن دائما علما وعقدا' (الفتوحات المكية: 4/ 140).

وهذه حقيقة التوحيد عنده وهو الالتجاء الى الله في الشدائد وهذا ما كان متحققا في مشركي قريش الذين قال الله عنهم 'واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه' ولكن هم مع هذا مشركون لاتخاذهم الوسائط بينهم.

ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:02 م]ـ

#92 09 - 06 - 06, 02:38 PM

محمود شوكت فاضل

عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Sep 2005

المشاركات: 121


يبدو ان الدكتور عبد الغفار لم يتركه احد الا ورد عليه ابتسامه شكرا لكم

ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:03 م]ـ
#93 10 - 06 - 06, 12:02 AM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير