تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[19 - 08 - 06, 06:26 م]ـ

بارك الله فيك أبا فالح

هذه مقالة من جزئين للشيخ دغش بن شبيب العجمي أنقلها من سحاب, وهي مقالة نشرها قديما


التنبيه والتعريف بمجازفات الدكتور محمد الشريف (1 - 2)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:

فقد استمعت واستمع غيري إلى المقابلة التي أجريت مع الدكتور محمد عبدالغفار الشريف عميد كلية الشريعة السابق في تلفزيون دولة الكويت يوم الأحد الموافق 2/ 5/2004م ولما استمعت إلى أواخر هذه المقابلة عبر نقل المذياع وجدت أن الدكتور تجاوز الحد الشرعي، ووقع في مخالفات لا يجوز السكوت عنها، وتطرّفَ وغلا! ووقع في الغلو في النبي صلى الله عليه ويسلم حتى أوصله إلى درجة الألوهية!!! عدا ما وقع فيها من أخطاء علمية يعرفها صغار طلبة العلم، فرأيت أن من الواجب الشرعي علينا كطلاب علم أن نُبَيّن الحق من الباطل والسنة من البدعة لأنه الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم في قوله عز وجل: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبس ما يشترون) فأحببت أن أكتب هذه الكلمات رجاء الثواب من الله في الذب عن شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد جعلتها على نقاط عدة فأقول:

الاحتفال بالمولد بدعة!

مما هو معلوم أن الله سبحانه وتعالى ببالغ حكمته وسابغ نعمته أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة قال سبحانه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ ديناً) وفي هذه الآية الكريمة أبلغُ ردٍّ على كل من ابتدع بدعة يزيد بها في الدين ما ليس منه.

ومعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم بلّغ الرسالة كما أُمر ولم يكتم منها شيئاً، وأنه ما مِن خير إلاّ دَلَّ أمته عليه وما من شرٍّ إلاَّ حذرها منه، وقد كمل الدين وتم برسالته ونبوته، ومات صلى الله عليه وسلم ; وقد تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت من شيء يُقرّبكم إلى الجنة إلا وقد حدثتكم به، ولا من شيء يُبعدكم عن النار إلا وقد حدَّثتكم به)). وقال أبو ذرٍّ رضي الله عنه: ((لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائرٍ يُقلّب جناحيه في السماء إلا أفادنا منه عِلماً)) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح.

وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من البدع صغيرها وكبيرها أيما تحذير وبالغ في إنكارها فقد روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خَطَبَ احمَرّت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه .. ويقول: (( .. إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)). ورواه النسائي بإسناد جَيّد ولفظه: ((… وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)).

وروى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)). ورد هنا بمعنى مردود أي باطل غير معتد به كما قال النووي في شرحه لمسلم. وقال: هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في ردِّ كل البدع. وقال: وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به. انتهى.

ومعلوم لدى كل من له أدنى اطلاع في كتب السنة والاعتقاد بُعد السلف من الصحابة والقرون المفضلة من البدع وتحذيرهم منها والتشنيع على أصحابها بل وهجرهم وتحذير المسلمين منهم.
ومن البدع المردودة التي حذر منها أهل العلم ما يُسمى بالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في كل عام، ومما هو مقرر عند جماهير علماء الأمة أن الاحتفال بالمولد بدعة مخالفة للقرآن وللسنة، ومخالفة لما كان عليه الخلفاء الراشدون الأربعة الذين أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به والسير على هداهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير