تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيها:أن الله قد أخبر أن أعمال الكفار حابطة. فقال: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً) وفي هذه الآية دليل على أن أبا لهب لا ينتفع بفرحه بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ; بشيء لأن الله قد جعل عمله هباءً منثوراً وفيها أبلغ الرد على ما زعمه الدكتور إذ أن في قوله مناقضة صريحة للقرآن.

ثالثها: أن أبا لهب كان من أشد الناس عداوة وإيذاءً للنبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة، وعلى تقدير أن يكون قد فرح بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ; فإن عداوته للنبي بعد البعثة ومبالغته في أذيته وكفره بالله قد هدمت كل ما كان أسلفه من الفرح والسرور بولادة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يخفف عنه العذاب؟!.

رابعاً: نصوص القرآن دالة دلالة قطعية على أن العذاب لا يخفف عن الكفار كقوله سبحانه (ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور) وهل يجوز للدكتور أن يعارض نصوص قطعية الدلالة والثبوت بقصة لا يعرف هو من ذكرها أو من أخرجها؟!!

الدليل الثاني: قوله إن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم الاثنين وهو اليوم الذي ولد فيه مما يدل على جواز الاحتفال بمولده!!

ولا شك أن هذه الحجة أوهى من سابقتها، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم الاثنين فما الذي منعه من الاحتفال في تاريخ مولده؟ ثم هو صام كل اثنين من كل أسبوع وهل يقول عاقل إن الاحتفال بالمولد في كل اثنين؟! ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم ولادته وإنما صام كل اثنين وبناءً عليه فتخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول بعمل يعتبر استدراكاً على الشرع المطهر، والرسول لم يخص يوم الاثنين بالصيام بل كان يتحرى الاثنين والخميس، ثم إذا كان المراد من إقامة المولد هو شكر الله على نعمة ولادة الرسولصلى الله عليه وسلم فيه، فإن المعقول والمنقول يحتم أن يكون الشكر من نوع ما شكر الرسول صلى الله عليه وسلم ربه به، وهو الصوم وعليه فلنصم كما صام، غير أن أرباب الموالد لا يصومونه بل لا يحسنون إلا الرقص والدروشة في ذلك اليوم!. ويقال أيضاً إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل من أسباب صومه ذاك اليوم أنه يوم ترفع فيه الأعمال فأحب صيامه.

ومن أدلته التي تُضْحِكُ الثَّكلى أنه قال: أشعار حسان بن ثابت في مدح النبي احتفال وهذا الاستدلال عَرْضُه يُغْنِي عن نَقْضِهِ!!

ومما قال في المولد: أن الله جعل هنالك إرهاصات للاحتفال بالمولد: منها أن الله أهلك أبرهة لما قَصَدَ البيت الحرام لأن النبي ولد في ذلك العام فحمى الله البيت بولادة النبي صلى الله عليه وسلم!! قال والدليل على ذلك: أنَّ الحَجَّاج غزا الكعبة ولم يحصل له شيء والقرامطة كذلك!! هكذا استدل!!

والجواب أنه الله أهلك أبرهة الحبشي لأنه أراد هدم البيت لا لأن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في ذلك العام، وإِلاَّ لَكَانَ مِنَ حِكْمَةِ الله أن يُولَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في يوم هلاك أبرهة حتى يَصْدُق استدلاله لا أن يولد في نفس العام.

ثم إن قوله أن الحجاج عزا الكعبة قول مجانب للصواب، مخالف للحق فإن الحجاج لم يكن ليغزو الكعبة ولا حتى ليستبيحها بل كان يريد ابن الزبير حياً أو ميتاً، ولما رمى مكة بالمنجنيق وأصاب طرفاً منها كما يذكره أهل التاريخ توقف عن رميها لأنه لم يُرِد البيت وإِلاَّ لَوْ أَرَادَ البيت لَمَا وَقَفَ معه أحد، ولما أعانه أحد على فعله ولخرج المسلمون عن بكرة أبيهم لقتاله، ولَعَزَلَهُ عبدالملك بن مروان، وما قيل في الحجاج يقال في القرامطة مع أنهم اقتلعوا الحجر الأسود إلا أنهم لم يغزو الكعبة لهدمها!

ومن أدلته: أن الاحتفال بالمولد من محبته؟!

ونحن نقول: محبة الرسول الصادقة تكون بأمرين:

الأول نشر سنته بين الناس والعمل بها وإن تركها الناس وهذا ما لا نراه في الدكتور الفاضل!! فإن الدكتور في ظاهره مخالف للسنة فإن النبي أمر بإعفاء اللحية وكانت قراءته في الصلاة تعرف باضطراب لحيته وكانت لحيته طويلة ولم ينقل عنه أنه أخذ منها شيئاً فلماذا لا يعفي الدكتور لحيته محبة للنبي؟!! مع أننا نتزل معه بأن إعفاءها سنة مع أن الصحيح أنه واجب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير