كذا زعم السقاف مع أن الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية يقول في
((موافقة صريح المعقول)):
(5/ 363): ((ولفظ (الجسم) في حق الله وفي الأدلة الدالة عليه، لم يرد في كتاب الله ولا سنة رسوله، ولا كلام أحد من السلف والأئمة، فما منهم أحد قال: إن الله جسم أو جوهر أو ليس بجسم ولا جوهر)).
وقال ـ أيضا ـ في الكتاب نفسه (1/ 133):
((أما الشرع فليس فيه ذكر هذه الأسماء في حق الله لا بنفي ولا إثبات، ولم ينطق أحد من سلف الأمة وأئمتها في حق الله تعالى بذلك، لا نفيا ولا إثباتا بل قول القائل: إن الله جسم أو ليس بجسم أو جوهر أو ليس بجوهر أو متحيز أو ليس بمتحيز أو في جهة أو ليس في جهة أو تقوم به الأعراض والحوادث أو لا تقوم به ونحو ذلك ـ كل هذه الأقوال محدثة بين أهل الكلام المحدث لم يتكلم السلف والأئمة فيها لا بإطلاق النفي ولا بإطلاق الإثبات بل كانوا ينكرون على أهل الكلام الذين يتكلمون بمثل هذا النوع في حق الله تعالى نفيا وإثباتا)).
وقال شيخ الإسلام الإمام المجاهد ابن تيمية ـ رحمه الله ـ
في ((مجموع الفتاوى)) (5/ 295): ((وإثبات لفظ الجسم ونفيه بدعة لم يتكلم به أحد من السلف والأئمة كما لم يثبتوا لفظ التحيز ولا نفوه ولا لفظ الجهة ولا نفوه ولكن أثبتوا الصفات التى جاء بها الكتاب والسنة ونفوا مماثلة المخلوقات)). وقال ـ عليه سحائب الرحمة ـ أيضا في ((مجموع الفتاوى)): (5/ 434): ((وأما الشرع فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم أو أن الله ليس بجسم بل النفي والإثبات بدعة فى الشرع)) وقال شيخ الإسلام ـ أيضا ـ في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 102): ((كما أن قوله (الرب جسم) بدعة وقوله (ليس بجسم) بدعة)).
وقال ـ أيضا ـ في ((بيان تلبيس الجهمية)) (1/ 396، 397): ((قلت هذا الكلام فيه تقصير كثير في معرفة مذاهب الناس وتحقيقها وذلك أن القائلين بأن الله تعالى فوق العرش والقائلين بالصفات الخبرية وهم السلف وأهل الحديث وأئمة الأمة وجماهيرها وجمهور الصفاتية من الكلابية والأشعرية والكرامية وجمهور المشهورين بالإمامة في الفقه والتصوف في الأمة من جميع الطوائف جمهورهم لا يقول هو جسم ولا ليس بجسم لما في اللفظين من الإجمال والاشتراك المشتمل على الحق والباطل)).
من خلال عرض كلام السقاف مع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية تعرف كيف يكذب السقاف عليه إذ يزعم أنه يصرح (بأن الله جسم) مع أن ابن تيمية يصرح بخلاف ذلك تماما، ويبين بأن إطلاق لفظ الجسم على الله بدعة. فيا للعجب! كيف يتجرأ على هذا الكذب الصريح دونما حياء أو خجل؟.
* زعم أن أهل السنة يثبتون صفة الجنب لله
قال السقاف: ((وذلك مثل قوله تعالى
+ أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله " الزمر: 56، فجميع الناس حتى في هذا العصر يفهمون أن معناها هو: يا حسرتى على ما فرطت في حق الله أو في أمره.
وقد أولها بمثل هذا أيضا السلف الصالح، قال الحافظ ابن جرير وهو من السلف في تفسيره (جزء 24/ 19): ((وقوله + على ما فرطت في جنب الله " يقول: على ما ضيعت من العمل بما أمرني الله به وقصرت في الدنيا في طاعة الله)) اهـ
ونقل الحافظ ابن جرير ذلك عن جماعة من السلف وهم مجاهد والسدي وقتادة. فهذا ما يفهمه جميع المسلمين والعقلاء حسب أساليب العربية ولا يحتاج الإنسان أن يبين بعد تلاوته لهذه الآية الكريمة أنه هل أثبت الله لنفسه جنبا في هذه الآية أم لا؟! وهل له جنب أم ليس له؟! لكن العجب العجاب أن ترى المجسمة يثبتون له سبحانه وتعالى عما يقولون جنبا بل يقولون ـ زائدين على ذلك ـ إنه ولو لم يذكر إلا جنبا واحدا في كتابه فليس معنى ذلك أنه ليس له جنب آخر!! كما يقول ذلك ابن قيم الجوزية في كتابه ((الصواعق المرسلة)) انظر مختصر الصواعق (1/ 33). وأقول كبرت كلمة تخرج من أفواههم وسطرتها أيديهم!!)) () انتهى كلام حسن السقاف.
وإليك الآن كلام الإمام الكبير الشهير ابن قيم الجوزية ـ عليه سحائب الرحمة والرضوان ـ؛ لتعلم حقيقة السقاف
قال ابن القيم في كتابه ((الصواعق المرسلة)) (1/ 247):
¥