وقد ذكر الله تعالى في غير موضع من كتابه اليدَ والسمعً والبصرَ فتأوّلت الجهمية هذه الآيات وفسّروها على غير ما فسّر أهل العلم وقالوا إنّ الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا إنّما معنى اليد القوّة. وقال إسحق بن إبراهيم: إنّما يكون التشبيه إذا قال يدٌ كيدٍ أو مثل يدٍ أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا تشبيه.وأمّا إذا قال كما قال الله يدٌ وسمعٌ وبصرٌ ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه ? ليس كمثله شيء وهو لسميع البصير ? (30).
% وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول:» علامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة «(31).
% وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في» الفتوى الحموية «(ص 64):
» فإنّ الجهمية والمعتزلة إلى اليوم يسمون من أثبت شيئاً من الصفات مشبهاً، كذباً منهم وافتراء، حتى إن منهم من غلا ورمى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بذلك، حتى قال ثمامة بن الأشرس من رؤساء الجهمية: ثلاثة من الأنبياء مشبهة: موسى حيث قال ?إن هي إلا فتنتك ? [الأعراف:155]، وعيسى حيث قال ?تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ? [المائدة:116] ومحمد حيث قال [ينزل ربّنا] وحتى إن جلّ المعتزلة تُدخل عامة الأئمة – مثل مالك وأصحابه والثوري وأصحابه والأوزاعي وأصحابه والشافعي وأصحابه وأحمد وأصحابه وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم – في قسم المشبهة «.
السقاف يثني على الجهم الذي اتفق السلف على ذمه (32)!
قال السقاف في ((مجموع رسائله)) (1/ 21): والحق عندنا: أن ما ينسب للجهم بن صفوان وأقوال (33) وعقائد فاسدة مكذوب عليه لا يثبت عنه، والظاهر أنه رجل فاضل من العلماء المنزهين)).
السقاف يحاول إخفاء تجسيم الروافض
قال السقاف:: ((ونقل الإمام البغدادي في ((الفرق)) ص (332): أن أهل السنة (اتفقوا على نفي النهاية والحد عن صانع العالم خلافا للهشامية والكرامية المجسمة اهـ)) (34).
بعد أن قرأت نقل السقاف عن البغدادي إليك كلام البغدادي من كتابه ((الفرق)):
((وقالوا بنفي النهاية والحد عن صانع العالم، على خلاف قول هشام بن الحكم الرافضي في دعواه أن معبوده سبعة أشبار بشبر نفسه، وخلاف من زعم من الكرامية أنه ذو نهاية من الجهة التي يلاقي منها العرش، ولا نهاية له من خمس جهات سواها)) (35).
فلماذا يحاول السقاف أن يخفي هذه الحقيقة، وهي أن قدماء الروافض الذين يزعمون أنهم على مذهب آل البيت في العقيدة والفروع زورا وبهتانا كانوا مجسمة ممثلة؟!! أما المتأخرون منهم فهم جهمية معطلة.
أهل السنة جميعا عند السقاف مجسمة والمجسمة عنده كفار
قال السقاف في تعليقه على ((الإبانة)) ص (198) ((فإن من قال له يدين ثنتين (42) وعينين ووجه لم يكن إلا مجسما وإن تظاهر بنفي الجارحة!)).
وقال ص (170) تعليقا على قول الأشعري:
((لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات)): وهذا تصريح بالتجسيم الباطل عقلا ونقلا!)).
وقال ص (171) معلقا على قول الإمام الأشعري: ((فلو لا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش)): هل بقي تصريح بالتجسيم بعد هذا الهذيان؟!)).
وقال ص (120) معلقا على قول الإمام الأشعري: ((وإنما أراد من نفى رؤية الله عز وجل بالأبصار التعطيل)): ((مسكين! وإنما أراد من يثبت رؤية الله عز وجل بالأبصار التجسيم والتشبيه!))
وبناء على معتقد السقاف الباطل يكون جميع أهل السنة من المجسمة، والمجسمة عنده كفار فنسأل الله العافية!!
وقد صرح السقاف بتكفير شيخ الإسلام ابن تيمية (36)
قال السقاف: ((ومن هذا الكلام تعرف أنه لا يجوز أن نتهاون مع المجسمة فالمجسمة كفار بلا مثنوية، والمجسم يعبد صنما، وقد جزم بذلك الإمام النووي رحمه الله تعالى فإنه قال في باب صفات الأئمة من المجموع (4/ 253): فممن يكفر من يجسم تجسيما صريحا)) اهـ فيدخل في ذلك الحراني بتشديد الراء وتقديم المهملة!!)) (37). انتهى كلام السقاف. وقال السقاف: ((مع أن أهل الحديث متفقون على كفر من يقول بقدم النوع (43) وعلى كفر ابن تيمية القائل بذلك قولا واحدا لا خلف فيه!!)) (44).
¥