تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما اللفظ فبدعة نفيا وإثباتا فليس في الكتاب ولا السنة ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إطلاق لفظ الجسم في صفات الله تعالى لا نفيا ولا إثباتا وكذلك لفظ الجوهر والمتحيز ونحو ذلك من الألفاظ التي تنازع أهل الكلام))

وفي ج1/ 625: ((نفاة الصفات يسمون كل من أثبتها مجسما بطريق اللزوم إذ كانوا يقولون أن الصفات لا تقوم إلا بجسم وذلك أنهم اصطلحوا في معنى الجسم على غير المعنى المعروف في اللغة فإن الجسم في اللغة هو البدن وهم يسمون كل ما يشار إليه جسما فيلزم على قولهم أن كل ما جاء به الكتاب والسنة وما فطر الله عليه عباده وما سلف الأمة وأئمتها تجسيما))

هذا بعض ما جاء في هذا الكتاب، وما جاء في غيره كثير جدا معروف مشهور في كتبه الصغيرة والكبيرة، فإن إستخدم الشيخ أثناء مناقضة الخصم هذا اللفظ فمن الدين والورع والصدق والعدل والإنصاف بل من الحياء فقط! أن يبين هذا وأن يبين انه لا يريد المعنى اللغوي كما وضح هو، و انهم ((يسمون كل ما يشار إليه جسما)) وهو الجزء المتفق عليه عندهم، ولذا تجد أن من فيه دين وورع وإنصاف وفَهم يقول عن شيخ الإسلام: ((وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه)) اما من تعرى عن ذلك فأحسبك فقد قرأت كلامه.

- قال ابن تيمية:" من المعلوم أن السنة والإجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين" بيان تلبيس الجهمية (1/ 118) مطبعة الحكومة بمكة المكرمة 1391ه

يا الله ما أبجحك!! أنظر لمراد ابن تيميه وانظر لنقل هذا تعرف معنى ((الورع))! قال ابن تيميه في الحجة الثامنة: ((الوجه الثامن وهو أن يقول-[يعني خصم الرازي]: غاية ما ألزمتني به من حجة الدهرية أن يقال بقدم بعض الأجسام إذ القول بقدم الأجسام جميعها لم يقل به عاقل والقول بخلق السموات والأرض لم تدل هذه الحجة [يعني التي احتج الرازي بها وزعم انه يلزم منها قدم بعض الأجسام] على نفيه وإنما دلت إن دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكنني التزامه فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث!!،ولم أكن في ذلك موافقا للدهرية الذين يقولون إن الأفلاك قديمة أزلية حتى يقال هذا مخالف للكتاب والسنة أو هذا كفر بل الذي نطق به الكتاب والسنة واتفق عليه المسلمون من (((خلق))) المخلوقات و (((حدوث))) المحدثات ((أقول به)) وأما كون الباري جسما أو ليس بجسم حتى يقال الأجسام كلها محدثة فمن المعلوم أن الكتاب والسنة والإجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ولا عن الشريعة [والجسم هاهناهو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف] بخلاف قولي بأن الله تعالى ليس فوق العالم وأنه موجود لا داخل العالم ولا خارجه فإن فيه من مخالفة الفطرة والشرعة ما هو بين لكل أحد وهو قول لم يقله إمام من أئمة المسلمين بل قالوا نقيضه فكيف التزم خلاف المعقول الفطري وخلاف الكتاب والسنة والإجماع القديم خوفا أن أقول قولا لم أخالف فيه كتابا ولا سنة ولا إجماعا ولا معقولا فطريا!؟))

فبالله عليك تأمل ما أراده ابن تيميه من كلامه وما فعله هذا المجرم الأثيم!

وقال أيضا: "ليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا فنفي المعاني الثابتة بالشرع بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال." المصدر السابق (1/ 101)

وفي الصفحة 46

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير