تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هداك الله .. يا دكتور فاروق حمادة .. ! صدر له كتيبٌ عن سيرة شيخه عبدالله الغماري

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:11 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتور فاروق حمادة - وفقه الله للخير - أحد المهتمين بعلم الحديث وتحقيق كتبه، درًّس في كثير من الجامعات المغربية بمراكش وفاس ومكناس والرباط، يشغل حاليًا منصب أستاذ كرسي السنة وعلومها بكلية الآداب ـ جامعة محمد الخامس ـ الرباط، له جهود مشكورة، وكتب كثيرة في علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية، منها:

تحقيق "فضائل الصحابة " و " عمل اليوم والليلة "، و " فضائل القرآن " للنسائي، و " أخلاق العلماء " للآجري، و " مكارم الأخلاق " للطبراني، وغيرها، وتأليف "مدخل إلى علوم القرآن والتفسير"، و"المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل "، و"مصادر السيرة النبوية وتقويمها "، و"دليل الراغبين إلى رياض الصالحين"، و"بناء الأمة بين الإسلام والفكر المعاصر" (كتاب قيم عالج فيه - كما يقول ص 11 - " شؤم الفكر القومي على هذه الأمة ")، و"الورثة الصالحة للحضارة المعاصرة - دراسة قرآنية في الحضارة-".

يظهر من خلال تآليفه - ومنها الوصية النبوية للأمة الإسلامية - محبته لوحدة الأمة واجتماعها، ولهذا فهو يشارك في مؤتمرات التقريب التي تنعقد لأجل ذلك. وهذا مما يُحمد له - وفقه الله -، مع مراعاة أن أي تأليف أو تجميع دون الرجوع لعقيدة الأمة التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم لن يُكتب له النجاح، كما جُرب كثيرًا، بل سيكون مجالا للمداهنات والمجاملات، مع بقاء الفرقة التي سرعان ما تُطل برأسها عند أول اختبار. كما قال المتنبي:

فإن الجُرح ينفر بعد حين

إذا كان البناء على فسادِ

صدر له أخيرا كتيبٌ عن سيرة شيخه عبدالله الغماري وكتبه، كان الظن به - وهو من أهل الحديث - أن ينصر الحق الذي خالفه شيخه في بعض تلك الكتب، ويزنها به، كما فعل غيره من الموفقين، أو على أقل تقدير يعرضها دون تأييد، كي لا يلحقه وزر ما فيها من تلبيس، وتزيين للبدعة والقبورية للمسلمين. إلا أنه - هداه الله - لم يفعل هذا.

وهذه تنبيهات موجزة على مافي كتيبه، أسأل الله أن ينفعه بها:

التنبيه الأول: قال عن كتاب الغماري " فتح المعين بنقد كتاب الأربعين ": (وكتاب الأربعين في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل الهروي .. بالغ في الإثبات إلى حد التجسيم والتشبيه، وقد وصفه بذلك غير واحد وأنه يجهل علم الكلام. وقد تتبعه السيد عبدالله في أكثر من عشرين بابا؛ فأتى بنفائس وغرر من علم العقيدة والتوحيد ... ) الخ مديحه.

قلتُ: ليت الدكتور فاروق - هداه الله - قبل أن يكيل هذا المديح لكتاب الغماري ويتهم إمامًا من أئمة أهل السنة اطلع على رد الشيخ علي الفقيهي - وفقه الله -: " الفتح المبين بالرد على نقد الغماري لكتاب الأربعين "؛ فقد بين فيه أن الواصف له بهذا الوصف القبيح هو السبكي الأشعري في طبقاته، وهذه عادته مع أهل السنة المثبتين لصفات الله عز وجل دون تأويل أو تمثيل؛ بسبب تعصبه لبدعته الأشعرية. ثم تبعه الكوثري والغماري وغيرهما من المنحرفين.

وقد أعجبني تعليق الشيخ شعيب الأرنؤوط عند ترجمة الهروي في السير (508/ 18) على من حشى على الأصل بقوله: (لقد بالغ المصنف - أي الذهبي - في هذا الكتاب في تعظيم رؤوس التجسيم .. الخ)، قال الشيخ شعيب - وفقه الله -: (يلمح القارئ من سطور هذا التعليق أن قائله أشعريٌ جلد حاقد على الإمام الذهبي - رحمه الله - فإنه ينعته بما هو بريئ منه، ويُقوله ما لم يقل .... أما قوله إنه يبالغ في تعظيم رؤوس المجسمة ويُكثر من سرد مناقبهم ويتغافل عن بدعهم ويعتدها سنة فقول في غاية السقوط وجرأة بالغة في تزوير الحقائق، فالذهبي رحمه الله إنما يعظم رؤوس أهل السنة والجماعة الذين اتخذوا مذهب السلف الصالح المشهود له بالخيرية على لسان الصادق المصدوق قدوة في صفات الله سبحانه، فآمنوا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله وأجروا تلك الصفات على ظاهرها اللائقة بجلال الله سبحانه من غير تحريف ولاتعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل كما نطق بذلك القرآن " ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير "، فهؤلاء هم الذين يمتدحهم المؤلف رحمه الله ويسرد مناقبهم ويعدد مآثرهم ويشيد بفضلهم ليتخذهم أهل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير