تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا لم يكن مؤصلاً فمن سلامته وهو واجب عليه أن يحمي نفسه أن يبتعد عن هذه الكتب وهذا معنى كون السلف الصالح رحمهم الله تعالى حذروا من قراءة هذه الكتب وحذروا من نشرها بين العامة الخ ماثبت عنهم وتواتر وكثر.

الأمر الثاني أن تكون هناك حاجة إلى ذلك، يعني أن يكون مؤصلاً هو نفسه في العقيدة وأن تكون هناك حاجة إلى القراءة في هذه الكتب، هذه هي القاعدة الأولى.

القاعدة الثانية: هي أن يقرأ الإنسان هذه الكتب قراءة الواثق مما عنده بحيث يجعل بينه وبينها مسافة، انتبهو لهذه المسألة لأني أعتبرها زُبدة هذا الدرس إذا خرجتم من هذا الدرس بهذه الفائدة أنا أعتبرها فائدة كبيرة جداً، كيف؟

ينبغي إذا قرأة للمخالف وأنت واثق مما عندك أن تجعل بينك وبين المخالف مسافة هذه المسافة هي الروح النقدية التي تجعلك تُقوم ما تقرأ وتنقد ما تقرأ ولا تتأثر بما تقرأ، يؤسفنا أن هناك أُناس يقرأون للمخالفين لكن بلا انظباط والذي يحدث وللأسف الشديد لاحظ معي أن الخصم أو صاحب الرأي الآخر أحياناً يجذب القارئ وربما بلعه وأدخله في جواره، كيف ذلك؟

أحياناً الإنسان يقرأ لكن يقرأ بتبسط وبدون فهم فيما عنده وقناعة وبدون قراءة ناقدة فكما يُقال يفترسه الخصم، الخصم قد يكون صاحب لغة جيدة قد يكون صاحب حِجَاج ونحن نعلم أن الخصوم لهم حِجَاج، صاحب حِجَاج وصاحب أدلة قد يكون صاحب فلسفة مُعينة يلف ويدور فالقارئ البسيط الذي لا يفهم أو لايدرك أبعاد ما يقرأ أحياناً يُصبح أمام ما يقرأه ضعيفاً والنتيجة هي أحياناً أنه قد يجذبه إليه وربما بلعه ـ ومعنى بلعه يا أيها الإخوة هو أنه صار الإنسان كما يُقال صار عبداً ذليلاً لهذا الكاتب يُفكر كما يفكر ويسير معه حيث سار ويؤيده في نظرياته وهذا هو السقوط في الفخ الذي يُريده كل انسان يعني حقيقة وهو يُجادل خصومه، هو يسعى للغاية الإنتصار كما تعلمون أن تُقيم الحجة على الخصم هذه ثمرة وغاية، كونه فيه خلاف بين شخصين ثم أحدهما يرد على الآخر ويفلجه في الخصومه ويُسكته هذه غاية فما بالك فيما إذا تجاوز هذه الغاية وبلع الخصم خلاه مُتذبذباً ويش تصير النتيجة؟

النتيجة معناها أنه انتصار ليس بعده انتصار.

بعض القراء في الفترة الأخيرة صاروا يقرأون لبعض أرباب الفكر الغربي أو الفكر المستغرب أو لبعض كتابات الحداثيين أو العلمانيين أو غيرهم فصار يقرأ بدون ثقة مما عنده من منهج أهل السنة والجماعة، صار يقرأ بإعجاب في هذا الكاتب هذه القراءة في هذه اللحظات التي يَنِدْ فيها الذهن عن موطن المعركة وحقيقة المعركة يجد نفسه وقد حشر نفسه في زمرة هذا الخصم وربما انتقل بعد ذلك إلى أن يكون أحد تلاميذه ومُريديه هذه من أخطر الأشياء ويؤسفنا أنه وقع فيها البعض وقد يقع فيها البعض وقديماً قال أبوبكر ابن العربي صاحب أحكام القرآن وصاحب عارضة الأحوذي شرح الترمذي أبوبكر ابن العربي المالكي صاحب العواصم من القواصم ايش قال عن شيخه أبي حامد لأنه هو من بلاد المغرب وزار بلاد المشرق ويُقال أنه قابل أبا حامد الغزالي وأبوحامد الغزالي معروف في تنقله له امامه مهمه جداً أن يُنتبه لها يقول فيها (شيخنا أبوحامد دخل في بطون الفلاسفة وأراد أن يخرج فلم يستطع) ايش معناه بلعوه يعني الفلاسفة بلعوه ومعنى هذا أن الإنسان في هذه الحالة حينما يبلعه الكاتب أو المفكر يتحول إلى تلميذ له غايته أن يفهم ما يقول هذا المفكر غايته أن يقرأ كتبه غايته أن يفكر كما يُفكر وهذا من أخطر ما يمر به القارئ على مدار الأزمان لكن في هذه الفترة الأخيرة أن أعتبرها من أخطر الأشياء التي تمر بطلاب العلم وبالشباب، اعجاب بكاتب معين صاحب فكر صاحب اجتهادات صاحب رأي صاحب الخ وإذا بهذا الإنسان يقرأ له هذه القراءة له خطيرة جداً لأنه قد يبلعه الكتاب لأنه أكبر منك وكما قلنا عنده حجج عنده اسلوب عنده طريقة عنده عنده عنده فإذا كنت أنت تنطلق من منطلق غير واثق فلربما لحقت به وتبعته بل وربما صرت أحد تلاميذه الصغار وأنت تظن أنك تُعرج بنفسك إلى ميادين الفكر الحر والنظر المفتوح والرأي الخ وتأتي إلى زملائك القدامى وتُناقشهم وتُغفلهم وأحياناً تسخر منهم وتظن أنك أنت العملاق وما دريت أنك قد وضعت في القيد أو أدخلك الكاتب في بطنه فصرت كالحمل في بطن أُمه لا يستطيع أن يتغذى ولا أن يتنفس إلا عن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير