تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأمر الثاني: هو أن هناك من الشُبه ما يعتمد عليها أهل البدع ويُمكن أن نسميها شُبهاً أصلية وهذه الشُبه التي يعتمد عليها اهل البدع هي التي تحتاج إلى مناقشة وجواب وإدراك لحقيقتها ولحقيقة أيضاً بطلانها وهذا معروف لدى كل فئة من الفئات لو جئت للنصارى أو جئت للرافضة أو جئت لغيرهم تجد كل طائفة من هذه الطوائف عندها شُبه معينة معروفة الشُبه الفلانية الشُبه الفلانية الشُبه الفلانية المنتشرة عندهم وهي التي يقوم عليها دينهم بالنسبة لمخالفتهم للمسلمين أو مخالفتهم لأهل السنة والجماعة، فيُركز على الشُبه الكبار هذه الثانية.

الأمر الثالث: هو أن نقض الشُبهة يُشترط فيه شرطان:

الأول: معرفة الحق في المسألة فمن لا يعرف الحق قد لايجيب الجواب الصحيح وكثير من الناس يُجيب عن الشُبهة بجواب عقلي لكن لا يبنيه على أصل حق، لأنه ما من شُبهة إلا وهي شُبهةٌ على مسألةٍ باطلة فلا بُدَ أن تَرد هذه الشُبة من خلال ما يُقابل تلك المسألة الباطلة وهو الموقف أو المذهب الحق.

الأمر الثاني: هو أن رَدَ هذه الشُبهة وجوابها ينبغي أن يكون مع الإنصاف والعدل مع الخصم كما هو معروف في منهج المسلم في ذلك، ينبغي أن يكون جوابها واضحاً يُبين الحق ويَنصح للمخالف، لأنه ليس المقصود من جواب الشُبهة الهجوم، الهجوم يكفي أن نقول هذه شُبهةٌ باطلة والسلام، إنما المقصود بها أن تُبين الحق وبيان الحق يستفيد منه طائفتان الموافق والمخالف، الموافق لك إذا قرأ جوابك اقتنع والمخالف إذا قرأ جوابك أيضاً قد يقتنع إذا أراد الله عزوجل له الهداية وإلا فعلى أقل تقدير فإنه سيجد قوة حجتك في وضوحها وهذا مهم أيها الإخوة في الله، قوة الحق ليست إلا بشيء واحد وهو أن يكون حقاً قوة الحق بالحق انتبهو لهذا الكلام قوة الحق إنما تكون بالحق ليست بأي شيء آخر لا بكلام ولا بقيل ولا بترداد كلام الخ، قوة الحق إنما تكون بالحق، وكيف يكون حقاً؟

لما يكون مبنياً على دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

طيب من المسائل المتعلقة بالشبه العقدية هي ألا تهولنك الشُبه ولا تفزع منها بعض الناس أو بعض أهل العلم أحياناً يأتي إليك فزعاً يقول أنا ناقشت نصرانياً أو ناقشت رافضياً وأتى إليَّ بهذه الشُبه وما قدرت الجواب عليها يأتي فزع فزع فزع على أبعد الحدود ومعلومٌ أيها الإخوة أن مثل هذه الشُبه وغيرها عند معرفة الجواب عليها تُصبح لاشيء فأنت قارن بين إنسان فزع فزعاً عظيماً وفي مُقابله انسان رأها لا تُساوي قُلامة ظفر لأن الجواب عليها واضح تماماً، التهويل في مقام الشُبه له عامل نفسي بالنسبة للإنسان فينبغي له أن يتعامل مع هذه الشُبه بشكلٍ مُجمل أو بشكلٍ مُفصل من خلال ثقته بما أعطاه الله عزوجل ووفقه إليه من منهج حق فإذا ما ثارت الشُبهة في وقت من الأوقات فعليه أن يضعها في حجمها سواء استطاع الجواب عنها أو سال غيره عنها، وإنما أذكر هذا حتى نغرس في نفوسنا ونفوس إخواننا المسلمين أن الحق القائم بالدليل يكثر مخالفوه ومعارضوه ومُروجو الشُبه عليه وكلما قوي الحق كلما كثرت الشُبه كلما كثرت الإشكالات كلما كثر الطاعنون فبينهما كما نلاحظ تلازم كلما قوي الحق كلما قوي مُعارضوه فإذا كان كذلك فينبغي أيضاً أن نتعامل مع القضية بهذا الفهم السليم، أما هذه الشُبهة تنقض الحق لن تُسقطه لن تستطيع مهما كان.

طيب ننتقل بعد هذا إلى فقرة أُخرى وهي عندي معنونة بعنوان التعامل مع المخالف في العقيدة وهذه قضية كبيرة تحتاج إلى درس مستقل لكن سأذكر ما يتعلق بها في مسألة كتب العقيدة خاصة: طبعاً المخالف في العقيدة كما تعرفون بدأ يتجدد لديه في الأزمنة المتأخرة وسائل لنشر عقيدته أو شُبهاته أو نحو ذلك فكيف يكون التعامل مع المخالف في هذا؟

طبعاً أظن أن مسألة الرد على المخالف وجواب شُبهاته والرد على دعاواه ونحو ذلك أمرٌ واجب على الأمة وهو واجبٌ كفائياً عليها يجب أن يقوم به من يكفي فإن لم يقومو أثم الجميع وإن قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين وحصل من قام بهذا الواجب على أجر عظيم ربما قد يفوق أجر الفرض المتعين كما قال العلماء رحمهم الله لأنه في هذه الحالة قام بواجب عن نفسه وعن اخوانه المسلمين.

طيب لكن التعامل مع المخالف فيما يتعلق بهذا الأمر في رأيي يحتاج إلى بعض الظوابط:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير