تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من إعجاز القرآن: قانونان كليان في أربع كلمات.]

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 12 - 06, 03:17 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله:

[من إعجاز القرآن: قانونان كليان في أربع كلمات.]

أما الكلمات الأربع فهي جزء من آية (الآية 228 من سورة البقرة):

وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ.

أماالقانونان الكليان فأحدهما يستفاد من تعميم دلالة النص، والثاني يستنبط من تعميم دلالة الإشارة ...

القانون الأول:"وجوب تساوي الحقوق والواجبات" ....... هذا مبدأ العدل وغاية استقرار المجتمعات.

القانون الثاني-وهو غايتنا من هذه الخاطرة-:"أسبقية الواجبات على الحقوق".

وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ.

الترتيب الذكري هنا مباين للترتيب الدلالي المنطقي والقانوني ... فذكر الحق أولا (لهن) ثم ذكر الواجب ثانيا (عليهن) ...

لكن تدبر المعنى جيدا يكشف عن سر عميق هو أصالة الواجب وتبعية الحق له ... فالثاني فرع عن الأول، والأول معبار للثاني.

كيف نحدد حقوق النساء؟

بالنظر إلى ما قمن به من واجبات.

هذا هو الجواب القرآني ....

قمت بواجب واحد فلك حق واحد ...

لم تقم بأي واجب فلا حق لك.

قم بواجبك ثم طالب بحقك ....

هذا هو قانون القرآن.

لله در هذا القرآن ... كيف يجيب على أسئلة القرن في الغرب والشرق فلا يتجاوز بضع كلمات ....

كم كتبوا ولهجوا بحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الشاذ وحقوق الطفل وحقوق الحيوان وحقوق الفرد وحقوق الأقلية .... وحزبوا الأحزاب وظاهروا المظاهرات ... ولكنهم خرس فيما يتعلق بالواجب: هل سمعتهم قط يتكلمون عن واجب المرأة وواجب الحكومة وواجب الشاب وواجب الشعوب الغنية ......

لا يذكرون الواجب لأنه ثقيل على النفس ...

ويسارعون في ذكر الحقوق لأنه محبب لها ..

فمن الغباء أن يقوم صاحب الحملة الانتخابية بتذكير الناس بواجباتهم لأنهم سينفضون عنه ... لكن الاستمتاع متبادل عند ذكر الحقوق: توزيع صكوك الحقوق كتوزيع الحلوى ....

لكن القرآن العظيم لا يأتيه باطل ولا يحابي امراة ولا رجلا:

وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ

ألم يان للمسلمين أن يطالبوا ب"واجبات الإنسان" كما ملأ غيرهم العالم ضجيجا بشعار "حقوق الإنسان"؟

واجبات إنسان -باعتبار-هي ذاتها حقوق لإنسان آخر-باعتبار آخر-.فتحقيق الواجبات يغني عن طلب المستحقات.

أما شعار حقوق الإنسان (من سيعطيكها؟) فهو أجوف ... للاستهلاك الانتخابي والظهور بمظهر التحضرفقط .... ولا سبيل إلى "تكميمه" و"تكييفه" إلا باعتبار الواجب ... ولكن أين من يتكلم عن الواجب؟

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 12 - 06, 01:04 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[06 - 12 - 06, 02:49 م]ـ

جزاك الله خيرا.

ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[06 - 12 - 06, 06:08 م]ـ

جزاك الله خيرا، يالها من فائدة ...

والثاني يستنبط من تعميم دلالة الإشارة ...

ونرجو منكم توضيح المقصود بدلالة الإشارة

ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:50 م]ـ

اختيارجيد، وتدبر حسن لطيف، وتعليق شيق بليغ، فيه عبرة للغافلين، وحجة على المستهترين الذين يتبعون كل ناعق، ويلهثون خلف المصطلحات التي تنبت في مزابل الفكر الملحد الفاجر الذي يريد أن يقود الناس وفق الأهواء والمصالح الذاتية الضيقة.

فما أحوجنا إلى مثل هذا التدبر والاستنباط لإقامة الحجة على الناس، وجزاكم الله خيرا.

ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[03 - 03 - 07, 12:49 ص]ـ

كلام رائع .....

جزاك الله خيرا يا أخونا أبو عبد المعز ............................

وهلا أتحفتنا بالمصدر، أم انه استنباطك ماشاء الله.

ـ[غيث أحمد]ــــــــ[11 - 03 - 07, 03:14 م]ـ

أرى أن هذا "التدبر" -إن قبله الله- هو من "هدي" القرآن, ومن "نور" القرآن, وليس من "تعجيزه" حاشى لله!.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير