تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ادعى بعض العلماء الإجماع لإثبات أسماء لله وصفات له سبحانه لم تأت في القرآن والسنة , وبعض العلماء يعتقد أنه يمكن أن نثبت اسم أو صفة لله أو أمرا من أمور العقيدة مستندا إلى الإجماع على اعتبار أن الإجماع حجة , كما أن البعض يعتقد أن ذلك هو رأي جمهور أهل السنة على اعتبار أنه قد خالف بعضهم في ذلك وخلافهم في ذلك معتبر.

فما هو الصحيح من ذلك هل يتوقف اثبات اسم لله أو صفة على الكتاب والسنة وهو إجماع من السلف على ذلك أم أنهم أجمعوا على خلاف ذلك , أم أن هناك خلافا وجمهور أهل السنة على التوقف على الكتاب والسنة؟

الصحيح من ذلك أن أهل السنة والجماعة مُجْمِعون على التوقف في اثبات أسماء الله وصفاته على الكتاب والسنة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 11/ 250:

واجمع سلف الأمة وأئمتها على ان الرب تعالى بائن من مخلوقاته يوصف بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل يوصف بصفات الكمال دون صفات النقص.

وقال أيضا في العقيدة الأصفهانية 1/ 24 – 25:

فالذي اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

وفيما يلي دليل ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة والدليل العقلي:

أولا: الدليل من الكتاب:

قال الله " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "

قال الله " ولا يحيطون به علما "

قال الله " ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء "

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

ثانيا: الدليل من السنة:

- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسألك بكل اسم هو لك سميت به

نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك " رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم. صحيح الترغيب والترهيب 1822

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

ثالثا: النقولات عن السلف توضح أن مذهب السلف اشتراط الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة لاثبات الاسم أو الصفة لله:

1.نقل الشيخ محمد الحمود النجدي في كتابه النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى طـ مكتبة الإمام الذهبي الكويت 1/ 19 - 20

أخرج ابن أبي حاتم في آداب الشافعي بإسناد صحيح عن الإمام الشافعي:

عن يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما يؤمن به فقال: " لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه , وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها؛ لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله القول بها فيما روي عنه العدول , فإن خالف بعد ثبوت الحجة فهو كافر , أما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

2.قال الإمام الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث:

- إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يعرفون ربهم بصفاته التي نطق بها كتابه وتنزيله وشهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت به الأخبار الصحاح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

3.إيضاح الدليل 1/ 20

لكن الله تعالى غيب لا تدركه الأبصار ولا تحيط به العقول ولولا أنه سبحانه عرف عباده على نفسه ما عرفوه كما هو لقد عرف الله تعالى عباده على نفسه من خلال أسمائه وصفاته ولولا تعريفه نفسه بذلك إلى خلقه ما عرفوه سبحانه كما هو لذا كان من الخطأ والخطر والمجازفة والخروج على الحدود أن يقول الإنسان في حق الله تعالى سوى ما قال عن نفسه فلا يسميه سبحانه بسوى ما سمى به نفسه أو سماه رسول الله من الأسماء ولا يسميه طبيعة ولا رحمة ولا سماء ولا غيبا ولا والد ولا ولد لا مهندسا للكون ولا عارفا ولا يصفه كذلك بسوى ما وصف به نفسه أو وصف به رسوله من الصفات ولا يصفه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

4.العلو للعلي الغفار 1/ 208:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير