تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما يقال: أخذت ما قدم وما حدث ويقال: هذا قدم هذا وهو يقدمه ومنه سميت القدم قدما لأنها تقدم بقية بدن الإنسان وأما إدخال القديم في أسماء الله تعالى فهو مشهور عند أكثر أهل الكلام وقد أنكر ذلك كثير من السلف والخلف منهم ابن حزم ولا ريب أنه إذا كان مستعملا في نفس التقدم فإن ما تقدم على الحوادث كلها فهو أحق بالتقدم من غيره لكن أسماء الله تعالى هي الأسماء الحسنى التي تدل [على] خصوص ما يمدح به والتقدم في اللغة مطلق لا يختص بالتقدم على الحوادث كلها فلا يكون من الأسماء الحسنى وجاء الشرع بإسمه الأول وهو أحسن من القديم لأنه يشعر بأن ما بعده آيل إليه وتابع له بخلاف القديم والله تعالى له الأسماء الحسنى لا الحسنة.

4.أننا لا نسلم بأن مذهب السلف هو اثبات الاسم لله أو الصفة خارج الكتاب والسنة بل مذهبهم المنقول عنهم التقيد بالكتاب والسنة في هذا الباب خاصة.

قال ابن بطال (فتح الباري 13/ 567): أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يوصف بأنه شخص لأن التوقيف لم يرد به.

وإن كان في هذه القاعدة التي ذكرها ابن قطان الفاسي خلاف , فهذا الإجماع لا يُسَّلَم به , وهذا هو المطلوب , وكما تعلمنا أن نرد الخلاف إلى الكتاب والسنة ولم يرد لفظ القديم اسما أو وصفا لله إلا مقيدا بسلطانه القديم.

5.إن سلمنا بصحة هذا الإجماع وثبوته وعدم انتقاضه , فتوجيهه أنه يخبر به عن الله بأنه قديم كما ورد عن بعض علماء السلف , لا أن ذلك من باب اثبات الصفات التي يترتب عليها عبوديات لله , والتي يلزم فيها ورود النص بذلك لهذه العلة والله تعالى أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

خلاصة هذا المبحث:

1.التفصيل في إطلاق القول بأن الإجماع مصدر من مصادر اثبات أمرا من أمور العقيدة حيث يستثنى من ذلك الأمور الغيبية التي لا بد فيها من نص من قرآن أو سنة.

2.الإجماع غير معتبر في إثبات أي أمر من الأمور الغيبية في مسائل الإعتقاد بدون نص من كتاب أو سنة.

3.الحكم على صحة الخلاف في مسألة من مسائل الإعتقاد الذي يتوقف على العلم فيها على القرآن والسنة - مسألة غيبية - وأن أحد الأقوال فيه قائم على وجود إجماع دون وجود نص من قرآن ولا سنة فيها.

4.توجيه ما ثبت عن بعض العلماء من دعوى الإجماع في إثبات اسما لله أو صفة أنه من باب الخبر عن الله.

هذا ما توصلت إليه في هذه المسألة في مسألة الإجماع في باب الإعتقاد فمن كان لديه تعليقا إو إفادة فأرجو أن تتم المراسلة على البريد الإلكتروني التالي: [email protected] حيث أن خاصية التسجيل معطلة بالملتقى.

ووالله ما كان فيها من صواب فمن الله وحده بفضله وجوده وإحسانه وكرمه , وما كان فيها من خطأ فمني ومن الشيطان.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , وصلى الله على رسوله النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

الملف في المرفقات.


الملفات المرفقة الإجماع في باب الإعتقاد. doc (134.5 كيلوبايت, 130 مشاهدات)

21/ 04/06, 09:51 09:51:28 PM
أبو فهر السلفي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 09/05
المشاركات: 1,624

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير