خاطبوا بها الخلق على جهة المصلحة إذ لم يمكنهم التصريح لقصور أفهامهم فمضمن مقالاتهم إبطال الشرائع وتعطيل الأوامر والنواهي وتكذيب الرسل والارتياب فيما أتوا به
وكذلك نكفر من ذهب مذهب بعض القدماء في أن في كل جنس من الحيوان نذيرا ونبيا من القردة والخنازير والدواب والدود ويحتج بقوله تعالى 35: 24 وإن من أمة إلا خلا فيها نذير إذ ذلك يؤدي إلى أن توصف أنبياء هذه الأجناس بصفاتهم المذمومة وفيه من الإزراء على هذا المنصب المنيف ما فيه مع إجماع المسلمين على خلافه وتكذيب قائله انتهى
قلت فكيف بمن يدعي أن الإله عين كل شيء من ذلك.
وكذلك وقع الإجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب أو خص حديثا مجمعا على نقله مقطوعا به مجمعا على حمله على ظاهره كتكفير الخوارج بإبطال الرجم ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل أو توقف فيهم أو شك أو صحح مذهبهم وإن أظهر مع ذلك
الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك انتهى قلت فكيف بمن يقول إن جميع الخلق من أهل الملل وغيرها على صراط مستقيم وأن فرعون مات طاهرا مطهرا بعد النص القطعي على أنه من أهل النار بقوله 10: 83 وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين وقوله تعالى 4: 43 وأن المسرفين هم أصحاب النار وقال إن كل عابد شيئا فهو عابد لله وحرف ما أخبر به عن عذاب قوم نوح وهود ونحوهم بما سيأتي من أن ما حل بهم أعقبهم راحة وعذوبة وأن الله تعالى كان ناصرهم على أنبيائه فإن العداوة ما كانت إلا بينهم وبينهم
قال وكذلك نقطع بتكفير كل من كذب وأنكر قاعدة من قواعد الشرع ثم قال وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية وقاضي قضاتها أبو عمرو المالكي على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهية والقول بالحلول وقوله أنا الحق مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ولم يقبلوا توبته وكذلك حكموا في ابن أبي الغرافيد وكان على نحو مذهب الحلاج بعد هذا أيام الراضي وقاضي قضاة بغداد يومئذ أبو الحسين ابن أبي عمر المالكي انتهى
قلت فكيف بمن يقول صريحا إن الخلق هو الحق والحق هو الخلق والحق هو الإنسان الكبير وهو حقيقة العالم وهويته وقال شيخ الإسلام الشيخ محيى الدين النووي الشافعي في كتاب الردة الروضة مختصر الرافعي قال المتولي من اعتقد قدم العالم أو حدوث 6 الصانع إلى أن قال أو أثبت له الانفصال أو الاتصال كان كافرا انتهى
قلت فيكف بمن يصرح بأنه عين كل شيء قال والرضى بالكفر كفر قلت فكيف بمن يصوب كل كفر وينسب ذلك التصويب إلى نقل الله تعالى له عن نبيه هود عليه السلام
ويقول إن الضلال أهدى من الهدى لأن الضال حائر والحائر دائر حول القطب والمهتدي سالك في طريق مستطيل فهو بعيد عن القطب وسترى ذلك كله في عباراته صريحا ثم نقل الشيخ محيى الدين النووي عن الحنفية مرتضيا له قائلا إن إطلاق أصحابنا يقتضي الموافقة عليهأنه إذا سخر بوعد الله تعالى أو بوعيده كفر ولو قال لا أخاف القيامة كفر انتهى
قلت فكيف بمن يقول إنه ليس لوعيد الله عين تعاين وأن الآخرة موضع السعادة لكل أحد والمعذب منعم بعذابه ثم نقل الشيخ عن القاضي عياض مرتضيا له أن من لم يكفر من دان بغير الإسلام كالنصارى أو شك في تكفيرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده قال وكذا نقطع بتكفير كل قائل قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة أو تكفير الصحابة ثم قال في الباب الثاني في أحكام الردة إن حكمها إهدار دم المرتد فيجب قتله إن لم يتب سواء كان الكفر الذي ارتد إليه كفرا ظاهرا أو غيره ككفر الباطنية انتهى
وقال الإمام شرف الدين إسماعيل بن المقري في مختصر الروضة فمن اعتقد قدم العالم إلى أن قال أو شك في تكفير اليهود والنصارى وطائفة ابن عربي كفر لا إن جهل لقرب لقرب إسلامه أو بعده عن المسلمين انتهى
الباطنية
¥