تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الإمام محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في كتاب الملل والنحل وإنما لزمهم يعني الباطنية هذا اللقب لحكمهم بأن لكل ظاهر باطنا ولكل تنزيل تأويلا ولهم ألقاب كثيرة سوى هذه على لسان قوم قوم فبالعراق يسمون الباطنية والقرامطة والمزدكية وبخراسان التعليمية والملحدة وهم يقولون نحن إسماعيلية لأنا نميز عن فرق الشيعة بهذا الاسم وهذا الشخص يعني إسماعيل بن جعفر ثم إن الباطنية القديمة خلطوا كلامهم ببعض كلام الفلاسفة وصنفوا كتبهم على ذلك المنهاج فقالوا في الباري تعالى إنا لا نقول هو موجود ولا لا موجود ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز وكذلك في جميع الصفات فإن الإثبات الحقيقي يقتضي شركة بينه وبين سائر الموجودات في الجهة التي أطلقناها عليه وذلك تشبيه فلم يمكن الحكم بالإثبات المطلق والنفي المطلق بل هو إله المتقابلين وخالق الخصمين والحاكم بين المتضادين ونقلوا في هذا نصا عن محمد بن علي الباقر 7 أنه قال لما وهب العلم للعالمين قيل هو عالم ولما وهب القدرة للقادرين قيل هو قادر فهو عالم قادر بمعنى أنه وهب العلم والقدرة لا بمعنى أنه قائم به العلم والقدرة أو وصف بالعلم والقدرة فقيل فيهم إنهم نفاة الصفات حقيقة معطلة الذات عن جميع الصفات قالوا وكذلك نقول في القدم إنه ليس بقديم ولا محدث بل القديم أمره وكلمته والمحدث خلقه وفطرته انتهى

وقول ابن عربي في الجمع بين التشبيه والتنزيه أشنع من هذا وأبشع وأقبح وأفظع

من هو الزنديق

قال الشيخ محي الدين النووي وسواء كان ظاهر الكفر أو زنديقا يظهر الإسلام ويبطن الكفر كذا فسر الزنديق في باب الردة في كتاب الفرائض وضعفه الأئمة قال ابن الملقن في العمدة وقال في كتاب اللعان في الكلام على التغليظ إنه الذي لا ينتحل دينا قال وهذا أقرب لأن الأول هو المنافق وقد غايروا بينه وبين الزنديق قال وقال الغزالي في الأصول الزنديق ضربان

زنديق مطلق

وهو الذي ينكر أصل المعاد حسا وعقلا وينكر الصانع وزنديق مقيد وهو الذي يثبت المعاد بنوع عقل مع نفي الآلام واللذات الحسية الجسمية وإثبات الصانع مع نفي علمه فهذه زندقة مقيدة بنوع اعتراف بتصديق الأنبياء انتهى

وسيأتي في آخر هذا الكتاب عن العلامة علاء الدين البخاري تحقيق معنى الزنديق وغيره من أسماء الكفرة على أن قتل المعتقد لمثل هذا لا بد منه ولو توقفنا في تسميته

قال القاضي عياض وما رواه عن عمر بن عبد العزيز وجده وعمه من قولهم في القدرية يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا وقال عيسى عن أبي القسم في أهل الأهواء من الأباضية والقدرية وشبههم ممن خالف الجماعة من أهل البدع والتحريف لتأويل كتاب الله تعالى يستتابون أيضا أظهروا ذلك أو أسروه فإن تابوا وإلا قتلوا وميراثهم لوثتهم وقال مثله ابن القسم في كتاب محمد في أهل القدر وقد انتهى بنا المقال الدال على كفر من اعتقد ما قاله من الضلال وهذا حين الشروع في سوق كلامه الموضح لفساد طويته وقبح مرامه

إفك وبهتان

وأعظم الأمر أنه نسب كفره إلى إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الماحي لجميع الإشراك المخلص لمتبعيه من حبائل سائر الأشراك فقال في الخطبة أما بعد فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبشرة أريتها في العشر الآخر من محرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق وبيده كتاب فقال لي هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به فقلت السمع والطاعة لله ولرسوله وأولى الأمر منا كما أمرنا فحققت الأمنية وأخلصت النية وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله صلى الله عليه وسلم 8 من غير زيادة ولا نقصان فمن الله فاسمعوا وإلى الله فارجعوا انتهى

دفع ما افتراه على الرسول

ولا شك أن النوم والرؤيا في حد ذاتهما في حيز الممكن لكن ما أصله من مذهبه الباطل ألزمه أن يكون ذلك محالا وذلك أن عنده أن وجود الكائنات هو الله فإذن الكل هو الله لا غير فلا نبي ولا رسول ولا مرسل ولا مرسل إليه فلا خفاء في امتناع النوم على الواجب وفي امتناع افتقار الواجب إلى أن يأمره النبي بشيء في المنام فمن هنا يعلم أنه لا يتحاشى من التناقض لهدم الدين بنوع مما ألفه أهله نبه على ذلك الإمام علاء الدين البخاري في كتابه فاضحة الملحدين وناصحة الموحدين

إيمانه بأن الله إنسان كبير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير