تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن يقال فيها إنها صورة تشبه صورة الإنسان فلا فرق بينها وبين صورة من خشب أو حجارة ولا ينطلق عليها اسم إنسان إلا بالمجاز لا بالحقيقة وصور العالم لا يمكن زوال 10 الحق عنها أصلا فحد الألوهية له بالحقيقة لا بالمجاز كما هو حد الإنسان إذا كان حيا وكما أن ظاهر صورة الإنسان تثنى بلسانها على روحها ونفسها والمدبر لها كذلك جعل الله تعالى صورة العالم تسبح بحمده ولكن لا فقه تسبيحهم لأنا لا نحيط بما في العالم من الصور فالكل ألسنة الحق ناطقة بالثناء على الحق ولذلك قال الحمد لله رب العالمين أي إليه ترجع عواقب الثناء فهو المثني والمثنى عليه شعر

فإن قلت بالتنزيه كنت مقيدا ... وإن قلت بالتشبيه كنت محددا

وإن قلت بالأمرين كنت مسددا ... وكنت إماما في المعارف سيدا

فمن قال بالإشفاع كان مشركا ... ومن قال بالإفراد كان موحدا

فإياك والتشبيه إن كنت ثانيا ... وإياك والتنزيه إن كنت مفردا

فما أنت هو بل أنت هو وتراه في ... عين الأمور مسرحا ومقيدا

قال الله تعالى [42: 11 ليس كمثله شيء فنزه وهو السميع البصير] فشبه وقال تعالى ليس كمثله شيء فشبه وثنى وهو السميع البصير فنزه وأفرد

تكفير الصوفية لنوح

لو أن نوحا جمع لقومه بين الدعوتين لأجابوه فدعاهم جهارا ثم دعاهم إسرارا ثم قال لهم 71: 10 استغفروا ربكم إنه كان غفارا وقال 71: 5 6 إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وذكر عن قومه أنهم تصامموا عن دعوته لعلمهم بما يجب عليهم من إجابة دعوته فعلم العلماء بالله ما أشار إليه نوح عليه السلام في حق قومه من الثناء عليهم بلسان الذم وعلم أنهم إنما لم يجيبوا دعوته لما فيها من الفرقان والأمر قرآن لا فرقان ومن أقيم في القرآن لا يصغي إلى الفرقان وإن كان فيه فإن القرآن يتضمن الفرقان والفرقان لا يتضمن القرآن ولهذا ما اختص بالقرآن إلا محمدصلى الله عليه وسلم وهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس ف ليس كمثله شيء يجمع الأمرين في أمر واحد فلو أن نوحا أتى بمثل هذه الآية لفظا أجابوه فإنه شبه ونزه في آية واحدة بل في نصف آية ونوح دعا قومه ليلا من حيث عقولهم وروحانيتهم فإنها غيب ونهارا دعاهم أيضا من حيث ظاهر صورهم وحسهم وما جمع في الدعوة مثل ليس كمثله شيء فنفرت بواطنهم لهذا الفرقان [فزادهم] فرارا ثم قال عن نفسه إنه دعاهم ليغفر لهم لا ليكشف لهم وفهموا ذلك منه صلى الله عليه وسلم لذلك جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وهذه كلها صورة الستر التي دعاهم إليها فأجابوا دعوته بالفعل لا بلبيك ففي ليس كمثله شيء إثبات المثل ونفيه وبهذا قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم أنه أوتي جوامع الكلم فما دعا محمد قومه ليلا ونهارا بل دعاهم ليلا في نهار ونهارا في ليل فقال نوح في حكمته لقومه 71: 11 يرسل السماء عليكم مدرارا وهي المعارف العقلية في المعاني والنظر الاعتباري ويمددكم بأموال أي بما يميل بكم إليه فإذا مال بكم إليه رأيتم 11 صورتكم فيه فمن تخيل منكم أنه رآه فما عرف ومن عرف منكم أنه رأى نفسه فهو العارف فلهذا انقسم الناس إلى غير عالم وعالم وولده وهو ما أنتجه لهم نظرهم الفكري والأمر موقوف علمه على المشاهدة بعيد عن نتائج الفكر إلا خسارا فما ربحت تجارتهم فزال عنهم ما كان في أيديهم مما كانوا يتخيلون أنه ملك لهم وهو في المحمديين 57: 7 وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه وفي نوح 71: 2 أن لا تتخذوا من دوني وكيلا فأثبت الملك لهم والوكالة لله فيهم فهم مستخلفون فيه فالملك لله وهو وكيلهم فالملك لهم وذلك ملك الاستخلاف وبهذا كان الحق تعالى مالك الملك كما قال الترمذي رحمه الله

الدعوة إلى الله مكر عند الصوفية

ومكروا مكرا كبارا لأن الدعوة إلى الله تعالى مكر بالمدعو لأنه

ما عدم من البداية فيدعى إلى الغاية 12: 108 أدعو إلى الله فهذا عين المكر قلت فهذا وأشكال من قوله كما يأتي في ال2فص اليوسفي يدندن به على تصحيح قول الكفار إن القرآن سحر ولا يقدر على التصريح به ولقد أخبرني من أثق به أن بعض أتباعهم قال له القرآن أساطير الأولين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير