وقال العلامة علاء الدين البخاري وكان عين العلماء والصوفية قبل الشيخ مدين لشخص حنفي لا فرق بين التائية والفصوص إلا بكونه نثرا وكونها نظما كما أنه لا فرق بين منظومة 13 النسفي والقدوري إلا بذلك
وقال الشافعي مثل ذلك ومثل بالبهجة نظم الحاوي وبالحاوي
وقال العلامة بدر الدين حسين بن الأهدل وهو من أعيان صوفية اليمن وفقهائهم واعلم أن ابن الفارض من رءوس أهل الاتحاد واستشهد على بشراح التائية من أتباعه مثل سعيد الفرغاني وداود القيصري ومحمود الأنزاوي
شواهد من تائية ابن الفارض
وإياك والإعراض عن كل صورة ... مموهة أو حالة مستحيلة
فطيف خيال الظل يبدي إليك في ... كرى اللهو ما عنه الستائر شقت
ترى صور الأشياء تجلى عليك من ... وراء حجاب اللبس في كل خلعة
تجمعت الأضداد فيها لحكمه ... وأشكالها تبدو على كل هيئة
صوامت تبدي النطق وهي سواكن ... تحرك تهدي النور غير ضوية
ثم ذكر أنواعا من الأضداد في نيف وعشرين بيتا ثم قال
وكل الذي شاهدته فعل واحد ... بمفرده لكن بحجب الأكنة
إذا ما أزال الستر لم تر غيره ... ولم يبق بالأشكال إشكال ريبة
ويجمعنا في المظهرين تشابه ... وليست لحالي حاله بشبيهة
فأشكاله كانت مظاهر فعله ... بستر تلاشت إذ تجلى وولت
وكانت له بالفعل نفسي شبيهة ... وحسي كالأشكال واللبس سترتي
تمجيد الصوفية لعبادة الأصنام
وقال في الفص النوحي أيضا 71: 23 وقد أضلوا كثيرا أي حيروهم في تعداد الواحد بالوجوه والنسب ولا تزد الظالمين لأنفسهم المصطفين الذين أورثوا الكتاب فهمأول الثلاثة فقدمه على المقتصد والسابق إلا ضلالا إلا حيرة المحمدي زدني فيك تحيرا 2: 20 كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا فالحائر له الدور والحركة الدورية حول القطب فلا يبرج منه وصاحب الطريق المستطيل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فيه صاحب خيال إليه غايته فله من وإلى وما بينهما وصاحب الحركة الدورية لا بدء له فيلزمه من ولا غاية له فتحكم عليه إلى فله الوجود الأتم وهو المؤتي جوامع الكلم والحكم مما خطيئاتهم فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله وهو الحيرة فأدخلوا نارا في عين الماء في المحمديين 81: 6 وإذا البحار سجرت سجرت التنور إذا أوقدته فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا فكان الله عين أنصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد فلو أخرجهم إلى السيف سيف الطبيعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفيعة وإن كان الكل لله وبالله بل هو الله
قال نوح رب ما قال إلهي فإن الرب له الثبوت والإله يتنوع بالأسماء فهو كل يوم هو في شأن فأراد بالرب ثبوت التكوين إذ لا يصح إلا هولا تذر على الأرض يدعو عليهم أن يصيروا في بطنها المحمدي ولو دليتم بحبل لهبط على الله له ما في السماوات وما في الأرض وإذا دفنت فيها [فأنت فيها] وهي ظرفك 55: 20 وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى 14 لاختلاف الوجوه من الكافرين الذين استغشوا ثيابهم وجعلوا أصابعهم في آذانهم طلبا للستر لأنه دعاهم ليغفر لهم والغفر الستر ديارا أحدا حتى تعم المنفعة كما عمت الدعوة إنك إن تذرهم أي تدعهم وتتركهم يضلوا عبادك إلى الخير فيخرجوهم من العبودية إلى ما فيهم من أسرار الربوبية فينظرون أنفسهم أربابا بعد ما كانوا عند أنفسهم عبيدا فهم العبيد الأرباب ولا يلدوا أي ما ينتجون ولا يظهرون إلا فاجرا أي مظهرا ما ستر كفارا أي ستارا ما ظهر بعد ظهوره فيظهرون ما ستر ثم يسترونه بعد ظهوره فيحار الناظر ولا يعرف قصد الفاجر في فجوره ولا الكافر
في كفره والشخص واحد رب اغفر لي استرني واستر من أجلي فيجهل مقامي وقدري كما جهل قدرك في قولك 67: 39 وما قدروا الله حق قدره ولوالدي من كنت نتيجة عنهما وهما العقل والطبيعة ولمن دخل بيتي أي قلبي مؤمنا أي مصدقا لما يكون فيه من الإخبارات الإلهية وهو ما حدثت به أنفسها وللمؤمنين من العقول وللمؤمنات من النفوس ولا تزد الظالمين من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية إلا تبارا أي هلاكا فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين 88: 28 كل شيء هالك إلا وجهه والتبار الهلاك
الحق عين الخلق عند الصوفية
ثم قال في فص حكمة قدوسية في كلمة إدريسية ومن أسمائه الحسنى العلي على من وما ثم إلا هو فهو العلي لذاته أو عن ماذا وما هو
¥