ثم قال الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعيد [والحضرة الإلهية تطلب الثناء المحمود بالذات فيثنى عليها بصدق الوعد لا بصدق الوعيد بل بالتجاوز] 47: 14 فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله لم يقل ووعيده بل قال ونتجاوز عن سيئاتهم مع أنه توعد على ذلك فأثنى على إسماعيل عليه الصلاة والسلام بأنه كان صادق الوعد
فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... وما لوعيد الحق عين تعاين
وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ... وبينها عند التجلي تباين
يسمى عذابا من عذوبة لفظه ... وذاك لكالقشر والقشر صائن
مثل من تفسير ابن عربي للقرآن
ثم قال في فص حكمة نورية في كلمة يوسفية بعد أن قرر أن الشيء قد يرى على خلاف ما هو عليه لبعد أو ظلام ونحوة فما يعلم من العالم إلا قدر ما يعلم من الظلال ويجهل من الحق على قدر ما يجهل من الشخص الذي كان عند ذلك الظل فما حيث هو ظل له يعلم ومن حيث ما يجهل ما في ذات ذلك الظل من صورة شخص من امتد عنه يجهل من الحق فلذلك نقول إن [الحق] معلوم لنا من وجه مجهول لنا من وجه 25: 45 ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا أي يكون فيه بالقوة
يقول ما كان الحق ليتجلى للممكنات التي ما ظهر لها عين في الوجود 25: 45 ثم جعلنا الشمس عليه دليلا وهو إسمه النور الذي قلنا ويشهد له الحس فإن الظلال لا يكون لها عين بعدم النور 25: 46 ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا
وإنما قبضه إليه لأنه ظله فمنه ظهر وإليه يرجع الأمر كله فهو هو لا غيره وجود الحق عين
وجود الخلق عند الصوفية
فكل ما تدركه فهو وجود الحق في أعيان الممكنات فمن حيث هوية الحق
هو وجوده ومن حيث اختلاف الصور فيه هو أعيان الممكنات فكما لا يزول عنه باختلاف الصور اسم الظل كذلك لا يزول عنه 18 باختلاف الصور اسم العالم أو اسم سوى الحق فمن حيث أحدية كونه ظلا هو الحق لأنه الواحد الأحد ومن حيث كثرة الصور هو العالم فتفطن وتحقق ما أوضحته لك فإذا كان الأمر على ما ذكرته لك فالعالم متوهم ماله وجود حقيقي وهذا معنى الخيال أي خيل إليك أنه أمر زائد قائم بنفسه خارج عن الحق وليس كذلك في نفس الأمر
ألا تراه في الحس متصلا بالشخص الذي امتد عنه يستحيل [عليه] الانفكاك عن ذلك الاتصال لأنه يستحيل على الشيء الانفكاك عن ذاته وهذا وما شاكله من قوله كما تقدم في الفص النوحي مشير إلى تصحيح قول الكفار في القرآن إنه سحر لا حقيقة له إشارة تكاد أن تكون صريحة وإلى مثل هذا المحال لوح ابن الفارض والأمر فيه أوضح مما في الفصوص
وها دحية وافى الأمين نبينا ... بصورته في بدء وحي النبوة
أجبريل قل لي كان دحية إذ بدا ... لمهدي الهدى في هيئة بشريه
وفي علمه عن حاضريه مزية ... بماهية المرئي من غير مرية
يرى ملكا يوحى إليه وغيره ... يرى رجلا يرعى لديه بصحبة
ولى من أتم الرؤيتين إشارة ... تنزه عن دعوى الحلول عقيدتي
وفي الذكر ذكر اللبس ليس بمنكر ... ولم أعد عن حكمي كتاب وسنة
يعني قوله تعالى 6: 9 ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون هذا ما كان ظهر لي ثم تبين أن المراد أقبح من هذا بقول شراح التائية الفرغاني وغيره وسيأتي نقله عنه آنفا
رد علاء الدين البخاري
قال الإمام علاء الدين البخاري ما ذكرتم في نفي ثبوت الأشياء معارض بالمثل إذ لا خفاء أنه من أعيان الأكوان غير أنه من الأعراض فيكون ما ذكرتم أيضا خيالا وسرابا لا حقيقة له فلا يمكن به إثبات مذهبكم الباطل وإذا لم يبق في قوس المكابرة منزع ولا لما لزمهم من شنيع المحالات والضلالات مدفع التجأوا إلى دعوى الكشف على ما هو دأب قدماء الفلاسفة حين عجزوا عن إقامة البرهان وأنت خبير بأن الكشف إنما يظهر الحقائق لا أنه يهدم الشرائع وينفي الحقائق فإن ذلك زندقة وقد غلط هؤلاء كغلط
النصارى لما رأوا إشراق نور الله تعالى وقد تلألأ في عيسى عليه السلام فقالوا هو الإله وهؤلاء لما رأوا الوجود فائضا من الحضرة الإلهية على الموجودات فلم يفرقوا بين الفيض والمفيض فقالوا الوجود هو الله سبحانه وتعالى ا ه
رأي العضد والجرجاني
وقال الشريف الجرجاني في شرح المواقف للعضد واعلم أن المخالف في هذين الأصلين يعني عدم الاتحاد وعدم الحلول طوائف ثلاث الأولى
¥