النصارى ثم ذكر مذاهبهم ثم قال الثانية النصيرية والإسحاقية من غلاة الشيعة قالوا ظهور الروحاني بالجسماني لا ينكر ففي طرف الشر كالشياطين فإنه 19 كثيرا ما يتصور الشيطان بصورة الإنسان ليعلمه الشر ويكلمه بلسانه وفي طرف الخير كالملائكة فإن جبريل صلى الله عليه وسلمكان يظهر بصورة دحية الكلبي [والأعرابي] فلا يمتنع [حينئذ] أن يظهر الله تعالى في صورة بعض [الكاملين وأولى الخلق بذلك أشرفهم وأكملهم وهو العترة الطاهرة وهو من يظهر فيه العلم التام والقدرة التامة من الأئمة من تلك العترة ولم يتحاشوا عن إطلاق الآلهة على أئمتهم وهذه ضلالة بينة
الطائفة] الثالثة [بعض] المتصوفة وكل منهم مختبط بين الحلول والاتحاد ثم قال العضد ورأيت من الصوفية الوجودية من ينكره ويقول لا حلول ولا اتحاد إذ ذاك يشعر بالغيرية ونحن لا نقول بها بل نقول ليس في ذات الوجود غيره وهذا العذر أشد قبحا وبطلانا من ذلك الجرم إذ يلزم ذلك المخالطة التي لا يجترئ على القول بها عاقل ولا مميز أدنى تمييز
رأي السعد التفتازاني
وهذا المعنى الأخير هو الذي أراده الشيخ سعد الدين التفتازاني بالمذهب الثاني من قوله في شرح المقاصد وههنا مذهبان آخران يوهمان الحلول والاتحاد وليسا منه في شيء
الأول أن السالك إذا انتهى سلوكه إلى الله تعالى في الله يستغرق في بحر التوحيد والعرفان بحيث تضمحل ذاته في ذاته وصفاته في صفاته ويغيب عن كل ما سواه ولا يرى في الوجود إلا الله وهو الذي يسمونه الفناء في التوحيد وإليه يشير الإلهي إن العبد لا يزال يتقرب إلي حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به وحينئذ ربما تصدر عنه عبارات تشعر بالحلول أو بالاتحاد لقصور العبارة عن بيان تلك الحال وبعد الكشف عنها بالمثال ونحن على ساحل التمني نعترف من بحر التوحيد بقدر الإمكان ونعترف بأن طريق الفناء فيه العيان دون البرهان والله الموفق
الثاني أن الواجب هو الوجود المطلق وهو واحد لا كثرة فيه أصلا وإنما الكثرة بالإضافات والتعينات التي هي بمنزلة الخيال والسراب إذ الكل في الحقيقة واحد يتكرر على مظاهر لا بطريق المخالطة ويتكرر في النواظر لا بطريق الانقسام فلا حلول منا ولا اتحاد لعدم الإثنينية والغيرية وكلامهم في
ذلك طويل خارج عن طريق العقل والشرع أشرنا في بحث الوجود إلى بطلانه لكن من يضلل الله فما له من هاد انتهى كلام الشيخ سعد الدين رحمه الله
زعم أن الحق يتلبس بصور الخلق
وقال سعيد الفرغاني وهو من أكابر أتباعهم في شرحه للتائية وتنزه تلك الإشارة عقيدتي عن رأي الحلول فإنه لما جاز ووقع أن يكون لملك مخلوق قدرة التلبس بأي صورة شاء بلا معنى الحلول فيه يصح أن يتلبس الحق تعالى بصورتي بفناء أنانيتي بالكلية وإن تعللت بعدم جواز تلبسه بالصورة وعللت بتنزيهه عن ذلك التلبس منعناك ورددنا تعليلك بالكتاب والسنة
ثم قال في شرح البيت الذي فيه استشهاده بالكتاب والسنة وفي الذكر أي 20 القرآن آي القرآن 20 ذكر اللبس أي تلبس الحق بالصورة ليس بمردود بل هو ثابت مذكور معروف موضعه من القرآن ولم أتجاوز في تقريري حكمي الكتاب والسنة أما الكتاب فقوله تعالى 8: 27 نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يعني من أن يكون منحصرا ظهوره حالتئذ وقبله وبعده في ذلك التلبس وفي غيره من الصور وغير ما وقوله تعالى 28: 30 نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة
الآية وإذا جاز تلبسه بصورة الجماد فبصورة الإنسان أجمع وأولى عند فنائه عن تعينه وتشخصه وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم حكاية عنه تعالى كنت سمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقوله أيضا فإن الله تعالى قال
على لسان عبده سمع الله لمن حمده ثم حديث القيامة في الإتيان في الصورة
ثم قال فالحديث أولا وآخرا معلم أنه يتلبس بأي لباس صورة شاء مما يعرف ومما ينكر من غير حلول فكان ظهوره بصورتي أيضا جائزا من غير حلول فصح بهذا دعوى اتحادي مع الحلول
أمر ابن الفارض باتباع شريعته
ثم قال في شرح قوله
منحتك علما إن ترد كشفه فرد ... سبيلي واشرع في اتباع شريعتي
¥