تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهي البعد الذي كانوا يتوهمونه فلما ساقهم إلى ذلك الموطن حصلوا في عين القرب فزال البعد فزال مسمى جنهم في حقهم ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق لأنهم مجرمون فما أعطاهم هذا المقام الذوقي اللذيذ من جهة المنة وإنما أخذوه بما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها وكانوا في السعي في أعمالهم على صراط الرب المستقيم لأن نواصيهم كانت بيد من له هذه الصفة فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب 56: 85 ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون

زعمهم أن هوية الحق عين أعضاء العبد وقواه

ثم قال فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق

متوهم فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود فهم بمنزلة الملح الأجاج والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه فالناس على قسمين من الناس من يمشي على طريق يعرفها ويعرف غايتها فهي في حقه على صراط مستقيم ومن الناس من يمشي على طريق يجهلها ولا يعرف غايتها وهي عين الطريق التي عرفها الصنف الآخر فالعارف يدعو إلى الله على بصيرة وغير العارف يدعو إلى الله على التقليد والجهالة

تفسيرهم لما عذب الله به قوم هود

ثم قال ألا ترى عادا قوم هود كيف قالوا 46: 24 هذا عارض ممطرنا فظنوا خيرا بالله تعالى وهو عند ظن عبده به فأضرب لهم الحق عن هذا القول فأخبرهم بما هو أتم وأعلى في القرب فإنه إذا أمطرهم فذلك حظ

الأرض وسقي الحب فما يصلون إلى نتيجة ذلك المطر إلا عن بعد فقال لهم 26: 24 بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم

فجعل الريح إشارة إلى ما فيها من الراحة فإن بهذه الريح أراحهم من هذه الهياكل المظلمة والمسالك الوعرة والسدف المدلهمة وفي هذه الريح عذاب أي أمر يستعذبونه إذا ذاقوه إلا أنه يوجعهم لغرقة المألوف انتهى ما قاله مكذبا لصريح الذكر الحكيم في قوم قال فيهم أصدق القائلين سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون 23 علوا كبيرا 7: 71 قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب 72: 7 فكذبوه فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين 11: 59 60 وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود ابن عربي يزعم أنه اجتمع بالأنبياء

ثم ادعى في هذا الفص أنه رأى الأنبياء عليهم السلام في مشهد واحد سنة ست وثمانين وخمسمائة وأنه ما كلمه منهم إلا هود وقال رأيته لطيف

المحاورة عارفا بالأمور كاشفا لها ودليلي على كشفه لها قوله ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربى على صراط مستقيم وأي بشارة للخلق أعظم من هذه ثم من امتنان الله علينا أن أوصل إلينا هذه المقالة عنه في القرآن

ظن الصوفية بالله سبحانه

ثم تممها الجامع للكل محمد صلى الله عليه وسلم بما أخبر به عن الحق أنه عين السمع والبصر واليد والرجل واللسان أي هو عين الحواس والقوى الروحانية أقرب من الحواس فاكتفى بالأبعد المحدود عن الأقرب المجهول الحد فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم [عن الله] مقالته بشرى فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم 49: 47 وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم ونفاسة وظلما وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أوصله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه أولها العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء فكان الحق فيه قfل أن يخلق الخلق ثم ذكر أنه استوى على العرش فهذا أيضا تحديد ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه

معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا ونحن محدودون فما وصف نفسه إلا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير