تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال ولما كان الأمر [في نفسه] على ما قررناه لذلك كان مآل الخلق إلى السعادة على اختلاف أنواعها فعبر عن هذا المقام بأن الرحمة وسعت كل شيء وأنها سبقت الغضب الإلهي والسابق متقدم فإذا لحقه هذا الذي حكم عليه المتأخر حكم عليه المتقدم فنالته الرحمة إذا لم يكن غيرها سبق فهذا معنى سبقت رحمته غضبه لتحكم على من وصل 27 إليها فإنها في الغاية وقفت والكل سالك إلى الغاية فلا بد من الوصول إليها فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومغادرة الغضب فيكون الحكم لها في كل واصل إليها بحسب ما يعطيه حال الواصل إليها

فمن يك ذا فهم يشاهد ما قلنا ... وإن لم يكن فهم فيأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذكرناه فاعتمد ... عليه وكن في الحال فيه كما كنا

فمنه إليه ما تلونا عليكم ... ومنا إليكم ما وهبناكم منا

وقال في فص حكمة نفسية في كلمة يونسية وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم ولكن في النار إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون بردا وسلاما على من فيها وهذا نعيمهم فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقى في النار فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها وبما تعود في علمه وتقرر من أنها صورة تؤلم من جاورها من الحيوان وما علم مراد الله فيها ومنها في حقه فبعد وجود هذه الآلام وجد بردا وسلاما مع شهود الصورة اللونية في حقه وهي نار في عيون الناس فالشئ الواحد يتنوع في عيون الناظرين

هكذا هو التجلي الإلهي

وقال في فص حكمة غيبية في كلمة أيوبية وقد ورد في العلم الإلهي النبوي اتصاف الحق بالرضا والغضب وبالصفات والرضا مزيل للغضب والغضب مزيل للرضا عن المرضي عنه والاعتدال أن يتساوى الرضا والغضب فما غضب الغاضب على من غضب عليه وهو عنه راض فقد اتصف بأحد الحكمين في حقه وهو ميل وإنما قلنا هذا لأجل من يرى أن أهل النار لا يزال غضب الله عليهم دائما أبدا في زعمه فمآلهم حكم الرضا من [الله] فصح المقصود فإن كان كما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سكنوا النار فذلك رضا فزال الغضب لزوال الآلام إذ عين الألم عين الغضب إن فهمت فمن غضب فقد تأذى فلا يسعى في انتقام المغضوب عليه بإيلامه إلا ليجد الغاضب الراحة بذلك فينتقل الألم الذي كان عنده إلى المغضوب عليه والحق إذا أفردته عن العالم يتعالى علوا كبيرا عن هذه الصفة على هذا الحد وإذا كان الحق هوية العالم فما ظهرت الأحكام كلها إلا فيه ومنه وهو قوله 11: 123 وإليه يرجع الأمر كله حقيقة وكشفا فاعبده وتوكل عليه حجابا وسترا فليس في الإمكان أبدع من هذا العالم لأنه على صورة

الرحمن أوجده الله تعالى أي ظهر وجوده تعالى بظهور العالم كما ظهر الإنسان بوجود الصورة الطبيعية فنحن صورته الظاهرة وهويته روح هذه الصورة المدبرة لها فما كان التدبير إلا فيه [كما لم يكن إلا منه] فهو الأول بالمعنى والآخر بالصورة وهو الظاهر 28 بتغير الأحكام والأحوال والباطن بالتدبير وهو بكل شيء عليم فهو على كل شيء شهيد

الحق عندهم سار في عناصر الطبيعة

وقال في فص حكمة إبناسية في كلمة إلياسية وكان إلياس الذي هو إدريس قد مثل له انفلاق الجبل [المسمى] لبنان عن فرس من نار فلما [رآه] ركب عليه فسقطت عنه الشهوة فكان عقلا بلا شهوة فلم يبق له تعلق بما تتعلق به الأغراض النفسية فكان الحق فيه منزها فكان على النصف من المعرفة بالله فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره كانت معرفته بالله] عن التنزيه لا على التشبيه وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله فنزه في موضع وشبه في موضع ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها

رد العراقي على وحدة الأديان

قال الإمام زين الدين العراقي في جواب السؤال المذكور قبل بتوحيد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير