أخبرني عنه بذلك الثقة من غير وجه وأخبرني الثقة عن الشيخ مدين أنه قال التائية هي الفصوص لا فرق بينهما وقد كان المذكور رأس صوفية عصرنا
مقتل الحلاج
ومنهم الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقي الشافعي وقال هؤلاء كلهم يقتفون في مسالكهم هذه طريقة الحسين بن الحلاج الذي أجمع الفقهاء في زمانه على كفره وقتله قاله الإمام أبو بكر المازري الفقيه المالكي قلت وما قاله القاضي عياض كما تقدم نقله عنه في مقدمة هذا الكتاب
والله الموفق
قال وقد بسطت سيرته في التاريخ بعد الثلاثمائة وذكرت صفة قتله واجتماع الكلمة على تكفيره من العلماء والصوفية العباد سوى ابن عطاء وابن خفيف حتى أنشدهما بعضهم من شعره قائلا ما تقولان في قول بعض الشعراء
سبحان من أظهرنا شوته ... سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا ... في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب
فقالا هذا شعر الزنادقة فقال هذا شعر الحسين بن منصور الحلاج فلعنا الحلاج ورجعنا عنه انتهى
رأي الذهبي
وممن صرح بكفره وأحسن في بيان أمره حافظ عصره شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي فقال في كتابه تاريخ الإسلام بعد خط الحافظ سيف الدين بن المجد علي الحريري المتصوف فكيف لو رأى الشيخ كلام ابن عربي الذي هو محض الكفر والزندقة لقال هذا الدجال المنتظر ولكن كان ابن العربي منقطعا عن الناس إنما يجتمع به آحاد الاتحادية ولا يصرح بأمره لكل أحد ولم تشتهر كتبه إلا بعد موته ولهذا تمادى أمره فلما كان على رأس السبعمائة جدد الله لهذه الأمة دينها بهتكه وفضيحته ودار بين العلماء كتابه الفصوص وقد خط عليه الشيخ القدوة الصالح إبراهيم بن معضاد الجعبري فيما حدثني به شيخنا ابن تيمية عن التاج 52 البارنباري أنه سمع الشيخ إبراهيم يذكر ابن عربي كان يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا وحكى عنه ابن تيمية أنه قال لما اجتمع بابن عربي رأيت شيخا نجسا يكذب بكل كتاب أنزله الله وبكل نبي أرسله الله
رأي ابن تيمية وغيره من العلماء
وقال الإمام أبو العباس أحمد بن تيمية في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وقد صنف بعضهم أي أهل الاتحاد كتبا وقصائد على مذهبه مثل قصيدة ابن الفارض المسماة بنظم السلوك يقول فيها وذكر منها عدة أبيات ثم قال إلى مثل هذا الكلام أي الدال على الاتحاد ولهذا كان عند الموت ينشد
إن كان منزلتي في الحب عندكم ... ما قد رأيت فقد ضيعت أيامي
أمنية ظفرت روحي بها زمنا ... واليوم أحسبها أضغاث أحلام
فإنه كان يظن أنه هو الله فلما حضرت ملائكة الله لقبض روحه تبين له بطلان ما كان يظنه وقال في إفتائه الذي استفتاه فيه الشيخ سيف الدين عبد اللطيف بن بلبان السعودي بعد أن حكى جملة من أقوال ابن عربي صريحة في الكفر فإن صاحب هذا الكتاب المذكور الذي هو فصوص الحكم وأمثاله مثل صاحبه القونوي يعني صدر الدين والتلمساني وابن سبعين والششتري وابن الفارض وأتباعهم مذهبهم الذي هم عليه أن الوجود واحد ويسمون أهل وحدة الوجود ويدعون التحقيق والعرفان وهم يجعلون وجود
الخالق عين وجود المخلوقات فكل ما تتصف به المخلوقات من حسن وقبح ومدح وذم إنما المتصف به عندهم عين الخالق وليس للخالق عندهم وجود مباين لوجود المخلوقات منفصل عنها بل عندهم ما ثم غير أصلا للخالق ولا سواه فعباد الأصنام لم يعبدوا غيره عندهم لأنه ما عندهم له غير وأما العلامة ابن دقيق العيد فذكر أنه سمع عز الدين بن عبد السلام يقول في ابن عربي شيخ سوء كذاب وممن حط عليه وحذر منه الشيخ القدوة إبراهيم الرقي ثم ذكر جماعة ممن تقدم ذكرهم في إفتائهم بأن كتابه الفصوص فيه الكفر الأكبر وقد ذكر ابن أبي حجلة أيضا عن غير هؤلاء ممن كفر هذه الطائفة من علماء الإسلام وذكر في كلام كل منهم في إبطال هذا المذهب ما لا لبس فيه وفيما ذكرته مقنع وذكر الحافظ تقي الدين الفاسي في كتابه فيه ممن كفره الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الحضري ابن خلدون قاضي المالكية بمصر وقال في فتوى ذكرها فيه وفي أضرابه فيتعين على ولي الأمر إحراق هذه الكتب دفعا للمفسدة العامة
¥