تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دون البرهان لا المحال الممتنع الوجود في الأعيان إذ الكشف لا يجعل الممتنع متصفا بالإمكان موجودا في الأعيان لأن قلب الحقائق بين الامتناع والبطلان فلو تخايل حصول المحال بالكشف ككون الوجود المطلق واحدا شخصيا وموجودا خارجيا وكون الواحد الشخصي منبسطا في المظاهر متكررا عليها

بلا مخالطته متكثرا مع النواظر بلا انقسام فذلك شعوذة الخيال وخديعة الشيطان وقال بعد ذلك إنهم صرحوا بأن التكثر في الموجودات ليس بتكثر وجوداتها بل تكثر الإضافات والتعينات والتعينات ثم قال فقالوا معنى قولنا الواجب موجود أنه وجود ومعنى قولنا الإنسان أو الفرس موجود أنه ذو وجود بمعنى أن له نسبة إلى الوجود لا أنه متصف بالوجود على ما هو معنى الوجود لغة وعرفا وشرعا احترازا عن شناعة التصريح بكون الواجب صفة الممكن وأنت خبير بأن جواز الإطلاق فرع صحة الاشتقاق ولو سلم فما ذكروا في بيان معناه في الواجب والممكن ليس معناه لا لغة ولا عرفا ولا شرعا ومنشأ الغلط فيما يكشفه الشرع بما يقصر عنه العقل وما يدعيه هؤلاء مما يحيله 57 عدم التفرقة بين ما أحاله العقل كهذه المذكورات وبين ما لا يناله العقل كاضمحلال وجود الكائنات عند سطوع أنوار التجليات وإنما ينال ذلك بجذبة الإلهية أو رياضة في متابعة الحضرة النبوية في الوظائف العلمية والعملية

والنيل هو الحصول الاتصافي والعلم هو الحصول الإدراكي ثم إن كلا مما لا يدركه العقل بالاستقلال وما ليس له العقل ينال لما كان مستوقفا على الإعلام والإرشاد من رب العالمين بعث الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لبيان الأول وهو علم الشريعة صريحا والإشارة إلى الثاني وهو علم الحقيقة رمزا وتلويحا كما يلوح من القرآن المجيد 28: 88 كل شيء هالك إلا وجهه إلى درجة الفناء في الفناء في التوحيد

انتهى ما نقلته من رسالة الشيخ علاء الدين البخاري لكني تصرفت فيه بالتقديم والتأخير وقد وضح بذلك محالهم وتبين به ضلالهم والله الموفق

عود إلى من كفروا ابن عربي

وعن الحافظ تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي المكي في كتابه تحذير النبيه والغبي من الافتتان بابن عربي أنه قال وقد سئل عنه وعن شيء من كلامه

شيخنا العلامة أبو عبد الله محمد بن عرفة الورغمي التونسي عالم إفريقية فقال ما معناه إن من نسب إليه هذا الكلام لا يشك مسلم منصف في فسقه وضلاله وزندقته انتهى

ومنهم شيخنا العلامة إمام القراء شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي نزيل بلاد الروم ثم العجم قال ومما يجب على ملوك الإسلام ومن قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يعدموا الكتب المخالفة لظاهر الشرع المطهر من كتب المذكور وغيره ولا يلتفت إلى قول من قال هذا الكلام المخالف للظاهر ينبغي أن يؤول فإنه غلط من قائله

إنما يؤول كلام المعصوم ولو فتح باب تأويل كل كلام ظاهره الكفر لم يكن في الأرض كافر ومنهم العلامة نادرة زمانه علما وعملا بدر الدين حسين بن عبد الرحمن الأهدل اليمني الحسيني نسبا وبلدا وصنف في ابن عربي وابن الفارض كتابا كبيرا نافعا جدا وذكر فيه أنه كان في اليمن شخص من أكابر أتباعه يقال له الكرماني حصلت به في اليمن فتن كبيرة وحصل بينه وبين ابن المقري خطوب وصنف في الرد على ابن المقري كتابا قال فيه عن نفسه وأهل مذهبه ما لفظه إنا حيث قلنا المخلوق فمرادنا الخالق وحيث قلنا الحجر فمرادنا الله انتهى

من مكر الصوفية

ومن مكر هذه الطائفة كما شرعه لهم شيخهم من أن الدعوة إلى الله مكر أن يخيلوا كل من ظنوا أنه مال عنهم بأنه يصاب في نفسه أو ماله ويقولون ما تكلم أحد فيهم إلا أصيب ويباهتون 58 بأشياء هي كذب ظاهر ولا عليهم وأكثر الناس صبيان العقول مرضى الأفكار تجد أحدهم إذا سمع هذا نفر منك نفرة النعام الشارد ثم يكون أحسنهم خلالا الذي يقول التسليم أسلم ولا يتأمل أن الشك في الكفر بعد البيان كفر وهو مع كونه كذبا بمن أنكر عليهم من أكابر العلماء الذين لا يحصون كثرة وماتوا على أحسن الأحوال تشبه باليهود في قولهم في الإسلام لما مات أبو أمامة أسعد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير